في زيارة رسمية تسلط الضوء على عمق العلاقات القطرية الروسية، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة موسكو، حيث تناولت المباحثات ملفات إقليمية حيوية أبرزها الحرب على غزة، ومستقبل سوريا، إلى جانب سبل توطيد التعاون الثنائي بين البلدين.
وأكد بوتين، خلال لقائه الأمير تميم، أهمية استمرار التنسيق المشترك بين موسكو والدوحة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن قطر تُعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا لروسيا في منطقة الخليج والشرق الأوسط، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
وشدد الجانبان على ضرورة إيجاد حلول سياسية عاجلة لإنهاء الحرب على غزة، ووقف التصعيد المتواصل الذي يفاقم الوضع الإنساني ويهدد الأمن الإقليمي. كما تناولت المحادثات تطورات الأزمة السورية، في إطار السعي نحو دعم مسارات الاستقرار وإعادة الإعمار.
ورافق الأمير تميم وفد رسمي رفيع، ضم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، حيث ناقش الوفد مع الجانب الروسي سبل دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر وروسيا وتوسيع مجالات التعاون الاستثماري.
وتزامنًا مع الزيارة، شهدت موسكو انطلاق فعاليات منتدى الأعمال الروسي القطري، الذي جمع نخبة من رجال الأعمال والمسؤولين من البلدين. ويهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، واستكشاف الفرص في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، الصحة، الأدوية، السياحة، البنية التحتية، النقل والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا الحديثة.
ويعكس المنتدى اهتمامًا مشتركًا بتطوير الشراكة القطرية الروسية، خاصة في ظل التحديات الدولية الراهنة وضرورة تنويع مصادر التعاون في الأسواق العالمية.
وتأتي هذه المباحثات في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيدًا خطيرًا بفعل الحرب على غزة، واستمرار التوترات في الساحة السورية، ما يجعل التنسيق السياسي بين موسكو والدوحة عاملًا محوريًا في دعم الاستقرار الإقليمي.