انطلقت اليوم في العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي الإيراني، وذلك بوساطة سلطنة عمان، وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية التي تلقي بظلالها على فرص نجاح الحوار.
ويشارك في هذه الجولة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في أول لقاء رفيع المستوى بين الطرفين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018. وتأتي هذه المفاوضات بعد جولة أولى وُصفت بأنها "بناءة" عُقدت في مسقط الأسبوع الماضي.
وتسعى واشنطن إلى التوصل لاتفاق جديد يضع قيودًا أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني ويشمل ملفات أخرى مثل برنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران الإقليمي، في حين تشترط طهران رفع العقوبات الاقتصادية وضمانات أمريكية بعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي، رافضة في الوقت ذاته وقف تخصيب اليورانيوم الذي وصل إلى نسبة 60%.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد في تصريحات صحفية أن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا "في حال فشل المسار الدبلوماسي"، مشددًا على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي. من جانبها، حذّرت طهران من أن استمرار الضغوط الأمريكية والعقوبات قد يدفعها إلى اتخاذ "خطوات أكثر تصعيدًا".
وتُعقد هذه الجولة في غياب واضح للدور الأوروبي، ما أثار قلق بعض العواصم الأوروبية التي رأت في استبعادها من المحادثات عاملًا سلبيًا قد يعقّد فرص التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام.
في ظل التباينات القائمة، يعلق المراقبون آمالهم على وساطة سلطنة عمان لتقريب وجهات النظر وتفادي انزلاق المنطقة إلى مواجهة جديدة قد تكون أكثر دمارًا.