عائد من غزة.. طبيب مغربي يروي فظائع الإبادة الإسرائيلية في القطاع

طبيب مغربي
طبيب مغربي

عاد الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله إلى بلاده بعد أن أمضى نحو شهرين في قطاع غزة، في مهمة إنسانية تطوعية لإجراء عمليات جراحية للأطفال الفلسطينيين في خضم المجازر الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. 

وعلى الرغم من عودته، فإن قلبه بقي في غزة، كما صرح قائلاً: "أغادر الأرض الطيبة جسداً، والروح تركت فيها".

اقرأ أيضًا:

قصص مؤلمة لأطفال غزة

بو عبد الله، وهو رئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى الحسن الثاني، زار غزة للمرة الثانية خلال هذه الحرب، حيث أجرى عشرات العمليات المعقدة، وروى قصصاً إنسانية مؤثرة للأطفال الذين عايش آلامهم وشاركهم معاناتهم. 

ومن بين هذه القصص، قصة الطفلة مريم التي عانت من ارتجاج دماغي أدخلها في غيبوبة، قبل أن تفيق بمعجزة، والرضيعة تالين التي بقيت تحت الأنقاض لساعات حتى أنقذها القدر بعد أن سمعها أحدهم صدفة وهي تبكي.

كما روى قصة الطفلة أنعام التي قذفت عشرات الأمتار إثر غارة جوية لكنها نجت بأعجوبة، وكذلك الطفل عمر الذي عانى من إصابات قاتلة في أحشائه وكاد أن تبتر يده، لكن الفريق الطبي بقيادة بو عبد الله أنقذه. 

وقال الطبيب المغربي إنه كان شاهداً على حجم المعاناة، وإنه يحمل في قلبه كل الأطفال الذين عالجهم، ويأمل بالعودة مرة أخرى.

في منشور مؤثر، أكد بو عبد الله أن الطواقم الطبية في غزة تعمل في ظروف غير إنسانية لا يمكن لأي طبيب في العالم تحملها، ومع ذلك، يقاتلون في الميدان بسماعة وأدوات طبية وكلمات أمل. 

وأشار إلى أن الدعم الطبي مطلوب بشكل عاجل، داعياً الأطباء والممرضين والفنيين في العالم العربي والإسلامي إلى تقديم العون.

حرب الإبادة 

وبينما تستمر إسرائيل، بدعم أمريكي، في تنفيذ حرب إبادة بحق المدنيين في غزة، تظهر الأرقام كارثة إنسانية كبرى وهي أكثر من 167 ألف قتيل وجريح، دمار شامل للمستشفيات والبنية التحتية، ونحو 1.5 مليون مشرد في ظل مجاعة تفتك بالسكان المحاصرين.

يوسف بو عبد الله، الطبيب الصامت كثير العمل، غادر غزة تاركاً خلفه سيرة إنسانية نادرة، وصوراً تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركته الفاعلة في تضميد جراح أطفالها، ولا يحب الظهور الإعلامي، لكن حضوره في ميادين الإنقاذ كان أبلغ من كل خطاب، وعطاؤه أصبح رمزاً للمقاومة الإنسانية وسط حرب طاحنة.

اليوم 24