بعد مرور ما يقارب عام ونصف على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023، قدم جيش الاحتلال تقرير التحقيق لسكان مستوطنة "عين هشلوشاه" أو ما تعرف بـ"العين الثالثة".
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن هذه المستوطنة، الواقعة على بعد نحو كيلومترين من غزة، شهدت مقتل أربعة أشخاص خلال الهجوم، هم الحاخام رام نيجفي، ونوا جلازبيرج، وسيلفيا ميرانسكي، ومارسيل تاليا.
تفاصيل موجات الهجوم الثلاث
وأوضحت "الصحيفة العبرية"، إن تقرير الجيش الذي سيتم الإعلان الكامل عنه غداً عبر المتحدث الرسمي، كشف أن العشرات من مسلحي المقاومة اقتحموا المستوطنة في "ثلاث موجات" طوال اليوم، ارتكبوا خلالها عمليات قتل ونهب وحرق للمنازل.
كما أشارت "الصحيفة العبرية"، أن حركة حماس خططت لهذه الموجات مسبقاً، حيث كانت الموجة الثانية هي الأشد وطأة، وركزت على اقتياد محتجزين، بينما حملت الموجة الثالثة عناصر غير منتمين تنظيمياً هدفهم الرئيس التخريب والحرق، وفقاً لما جاء في التحقيق.
اعترافات بالفشل وانتقادات لاذعة
والجدير بالإشارة أنه خلال عرض التقرير على السكان، واجه الضباط الإسرائيليون انتقادات حادة من بعض الأهالي، واعترفوا بفشلهم في التصدي للهجوم، مؤكدين أن الإخفاق بدأ منذ الساعة 06:29 صباحاً.
ومن جهته، قال مدير المجتمع المحلي شيري أفيف، في تعليقه على ما ورد بالتحقيق، إنهم يقدرون تحمل الجيش للمسؤولية واعتذاره، لكنه شدد على أن التحقيق ليس سوى بداية الطريق لاستخلاص العبر وتنفيذ إصلاحات حقيقية.
مطالب بالتحقيق المستقل وتصحيح الإخفاقات
كما لفت "أفيف"، إلى أن المطلوب الآن هو خطوات عملية وجادة على مستوى الجيش والمؤسسات الأمنية والمدنية، لتصحيح الإخفاقات وإطلاق سراح المحتجزين فوراً، مشددًا على أن استعادة الثقة العامة تقتضي تشكيل لجنة تحقيق حكومية مستقلة ومحايدة، لفحص كافة أوجه القصور التي أدت إلى كارثة السابع من أكتوبر.