براقش!!

ينطبق على وضعنا الفلسطيني ما ينطبق على قصة براقش، فقد جنت الأحزاب والحركات الفلسطينية على نفسها وعلى شعبها، حيث عملت واستبسلت لأجل الكراسي والمناصب على حساب الأرض والوطن والشعب. وما عاد النضال الوطني بمفهومه الصحيح ولا بمعانيه، التي تحولت إلى عمليات من المناكفة والاستفراد والسيطرة وإلغاء الآخر.

والمتضرر الوحيد ليس إلا الشعب الفلسطيني، والأمثلة كثيرة؛ حيث تحول قطاع غزة إلى ركام في حرب كان هو وقودها، بينما يتلاعب المتنفذون بمصير هذا الشعب ولا يكترثون لما يتعرض له من حالة لم تشهدها حتى حالات الإبادات السابقة.

وفي ذات الوقت، تحولت عدة مدن ومخيمات في الضفة إلى صورة مصغرة ومخففة من صورة قطاع غزة، بينما ينشغل المتنفذون بعقد الاجتماعات لاتخاذ قرارات تتعلق بأشخاص، وكأن المشكلة الفلسطينية في الأشخاص، لا في المنظومة والانتماء.

اللهم لا اعتراض، ولكننا نمر بأسوأ فترة نضالية، إن بقي هناك نضال فعلي وحقيقي. لذلك، وبعيدًا عن اللغة والنحو والتعبير، فلا حل في الأفق سوى في تغيير شامل لشكل العالم والنظام الدولي، ونهاية مرحلة ينتهي معها كل الأشخاص الذين يتحكمون بمصير الشعوب دوليًا وإقليميًا وعربيًا، والأهم محليًا.

إذ إن الخلل الذي نعيشه لا يتعلق بالنظم والقوانين، بل في الأشخاص الذين تحول كل منهم إلى براقش، التي جنت على أهلها قبل أن تجني على نفسها. وهو ما يحدث وسيحدث في هذا العالم، حيث لن ينجو أحد، كما لم تنجُ براقش.

كاتم الصوت: في غزة مستعدون لأي تعاون وتعهد واتفاق في سبيل استمرار السيطرة على القطاع، وغير ذلك كذب.

كلام في سرك: رئيس دولة فلسطين القادم لا يقرره بيان أو قرار. هناك شعب، وهو الذي يختار... إذا بقي شعب، وبقيت ما تسمى دولة.

رسالة: يعني شيء مضحك... رفعتم أيديكم... موافقوووون! أنتم أثبتم أنكم كراسي فاضية. أحتفظ بالأسماء.

البوابة 24