استنكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، أعمال الشغب التي اندلعت صباح اليوم الإثنين في مكتب التجنيد، والتي شارك فيها أعضاء من مجموعة الحريديم.
الجيش يعلق على مظاهرات الحريديم
وفي بيان نقل عن رئيس الأركان، شدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على أن "جيش الدفاع الإسرائيلي بحاجة إلى الجميع في ظل الحرب متعددة الجبهات، وسوف نواصل العمل نحو تحقيق هذا الهدف"، مضيفًا أن التصرفات التي قام بها مجموعة من المتطرفين تشكل خطورة بالغة، لا سيما في بداية أسبوع يرمز لذكرى جنود إسرائيل الذين سقطوا وأهمية استقلالنا كشعب موحد.
وعبر الجيش الإسرائيلي، عن تقديره للشباب الحريديم الذين انضموا إلى صفوفه لتقديم خدمة هامة في تعزيز أمن البلاد، لافتًا إلى استعداده لاستيعاب المجندين الحريديم مع مراعاة خصوصياتهم.
في السياق ذاته، قامت مجموعة من المتدينين اليهود "الحريديم" بتنظيم مظاهرة صباح الإثنين خارج قاعدة التجنيد في حي تل هشومير قرب مدينة تل أبيب، احتجاجًا على الخدمة العسكرية، وذلك بالتزامن مع إعلان معطيات حول تدني استجابة الحريديم لدعوات التجنيد، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تقليص أهداف تجنيدهم إلى الحد الأدنى.
المواقف المتعارضة بين الجيش والحريديم
ومن جانبها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن المظاهرة جاءت احتجاجًا على تجنيد طلاب المعاهد الدينية العليا، حيث يرى الكثير من الحريديم أن هذه السياسات تهدد هويتهم الدينية، مشيرة إلى أن الجيش خفض أهداف تجنيد الحريديم إلى الحد الأدنى بسبب نقص أعداد المتطوعين، حيث بلغ عدد الطلبات التي تم إرسالها للحريديم 10,000 طلب، ولكن ظهر أقل من 1,000 متطوع.
كما كان الجيش يخطط لتجنيد 280 جنديًا للواء حاشمونائيم، وهو لواء مشاة خاص بالحريديم تم تأسيسه العام الماضي، إلا أن هذا العدد تم تقليصه إلى 80 جنديًا فقط بسبب قلة المتطوعين، مع تقديرات أن العدد الفعلي قد يصل إلى نحو 40-50 مجندًا.
الجيش في حاجة ماسة للتجنيد
وأشارت المصادر العسكرية، إلى أن أعداد المتطوعين من الحريديم أقل بكثير من الأهداف المطلوبة لتلبية احتياجات الجيش، مشددة على أن الجيش بحاجة إلى 7,500 جندي نظامي في صفوف الحريديم.
وتستمر الاحتجاجات ضد التجنيد في صفوف الحريديم، خاصة بعد قرار المحكمة العليا في 25 يونيو 2024، الذي ألزمهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
من هم الحريديم؟
والجدير بالإشارة أن الحريديم يشكلون حوالي 13% من سكان إسرائيل، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، ويؤكدون أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديدًا لهويتهم الدينية، طيلة عقود، تمكن أفراد الطائفة من تفادي التجنيد عبر تأجيلات متكررة، حتى بلوغهم سن الإعفاء من الخدمة الذي يبلغ حاليًا 26 عامًا.
والجدير بالذكر أن المعارضة الإسرائيلية قد اتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي الحريديم من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" في الائتلاف الحكومي، بهدف الحفاظ على استقرار حكومته.