إسرائيل تتفق مع شركة أمريكية لتوزيع المساعدات داخل غزة تحت إشراف هذه الجهة

المساعدات الإنسانية
المساعدات الإنسانية

كشفت القناة 14 العبرية، أن إسرائيل أبرمت اتفاقًا جديدًا مع شركة أمريكية تتولى بموجبه مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، لتكون هذه المهام تحت إشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي، بدلاً من أن تظل بيد حركة "حماس" كما كان الحال في السابق. 

ووفقًا لما ورد في التقرير، فإن إسرائيل وضعت خطة بديلة لإدخال المساعدات، يتم بموجبها السماح بمرور نحو 100 شاحنة يوميًا إلى القطاع، وهو ما يمثل انخفاضًا حادًا مقارنة بـ600 شاحنة كانت تدخل يوميًا خلال فترة تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

اقرأ أيضًا:

آلية توزيع المساعدات 

وأوضحت القناة أن تفعيل هذه الآلية الجديدة لإيصال المساعدات سيكون مرهونًا بحصول أحد أمرين: إما التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة، أو حدوث أزمة إنسانية حادة داخل غزة نتيجة نفاد المخزون الغذائي، وهو ما سيجبر إسرائيل – بحسب التقرير – على إدخال الحد الأدنى من الإمدادات الإنسانية لتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق ووفاة أعداد كبيرة من المدنيين.

وأكدت القناة العبرية أن تحديد عدد الشاحنات بـ100 شاحنة يوميًا لا يأتي عبثًا، بل يستند إلى تقديرات تعتبر أن هذه الكمية هي الحد الأدنى المطلوب لتفادي المجاعة بين سكان القطاع. 

وأضافت القناة أن هذا التحول في السياسة يحمل دلالات عسكرية وسياسية، مشيرة إلى أن إدخال 600 شاحنة يوميًا في السابق لم يكن فقط لأغراض إنسانية، بل ساهم عمليًا، بحسب زعمها، في استمرار قدرة "حماس" على الصمود، ووفّر لها "وقودًا" اقتصاديًا وبشريًا أبقاها على قيد الحياة، على حد تعبيرها.

وفي السياق ذاته، شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، خلال كلمة ألقاها، على أن حركة "حماس" ترتكب خطأً فادحًا في تقديرها لعزم إسرائيل على تحقيق هدفين متلازمين: استعادة الأسرى والمخطوفين، والقضاء التام على البنية العسكرية والسياسية للحركة.

وأوضح زامير أن المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل متفقتان على أن هذين الهدفين مرتبطان بشكل وثيق، وأن العمليات العسكرية ستستمر وتتصاعد حتى تحقيقهما بالكامل.

المثلث القاتل 

وفي تقريرها، سلطت القناة الضوء على ما أسمته "المثلث القاتل" الذي تسبب، من وجهة نظرها، في إطالة أمد الحرب، ويتكون هذا "المثلث" من ثلاثة عوامل رئيسية: أولها الضغط المتواصل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإدخال المساعدات إلى غزة، وثانيها رفض الجيش الإسرائيلي بشكل غير رسمي تنفيذ مشروع إدخال المساعدات وفقًا للضغوط الأمريكية، وثالثها حالة العجز داخل القيادة السياسية الإسرائيلية عن فرض رؤيتها أو توجيه أوامر واضحة لقيادة الجيش العليا.

وخلص التقرير إلى أن الخلاف بين المكونات السياسية والعسكرية، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة، خلق حالة من التردد والانقسام داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، مما ساهم في تعقيد المشهد وتأجيل حسم الحرب، رغم مرور أشهر طويلة على اندلاعها في أكتوبر 2023.

إرم نيوز