بعد السيطرة عليها.. إسرائيل تخطط للاستيلاء على ثروات هذه المنطقة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

شرعت إسرائيل مؤخرًا في تنفيذ خطة متسارعة تهدف إلى استغلال الثروات الطبيعية في هضبة الجولان السورية، وذلك عقب استكمال سيطرتها العسكرية على كامل المنطقة في ديسمبر الماضي، بعد انهيار النظام السوري وسقوط ما تبقى من مؤسسات حكم بشار الأسد في الجنوب. 

وتشمل هذه الخطة أنشطة واسعة النطاق للتنقيب عن النفط والغاز، إضافة إلى حفر آبار لاستخراج المياه الجوفية، في خطوة تهدف إلى ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية على الهضبة واستثمار مواردها الاستراتيجية.

اقرأ أيضًا:

توسيع عمليات التنقيب

وبحسب ما نقله شهود عيان، فإن فرقًا هندسية إسرائيلية تابعة لشركات طاقة محلية بدأت بتنفيذ مسوحات جيولوجية دقيقة في عدد من المواقع، لا سيما في المناطق التي وقعت حديثًا تحت السيطرة الإسرائيلية، وتحديدًا قرب بلدتي بريقة وبير عجم. 

وقد تخطت هذه الفرق حدود المنطقة العازلة، ما يكشف عن توسيع عمليات التنقيب إلى عمق الأراضي السورية، دون اكتراث لأي ترتيبات أمنية سابقة أو قوانين دولية.

ووفقًا للشهود، فإن هذه التحركات تمثل مؤشرًا واضحًا على نية إسرائيل تكريس وجودها الدائم في الجولان، بعيدًا عن أية تفاهمات مستقبلية أو انسحاب محتمل، فبالإضافة إلى التنقيب عن النفط، تهدف العمليات إلى استكشاف المياه العذبة والمعادن الأخرى المدفونة في باطن الأرض، مما يعزز من القيمة الاقتصادية للهضبة في حسابات إسرائيل الاستراتيجية.

وتعتمد إسرائيل في خططها على دراسات جيولوجية قديمة تعود لما قبل اندلاع الحرب السورية، وكانت قد أظهرت وجود احتياطيات ضخمة من النفط في الجولان، إلا أن السيطرة الجزئية على المنطقة حينها حالت دون تنفيذ مشاريع استغلال هذه الموارد، والآن، ومع فرض السيطرة الكاملة، تعكف تل أبيب على تحويل تلك التقارير إلى مشاريع فعلية على الأرض.

احتياطي النفط في الجولان

وتشير تقديرات من بعض شركات الطاقة الإسرائيلية إلى أن احتياطي النفط في الجولان قد يبلغ مليارات البراميل، ما يجعل المنطقة هدفًا بالغ الأهمية على المستوى الاقتصادي. 

كما أن الجولان يُعد من الناحية الجيولوجية منطقة غنية بـالصخور البازلتية الناتجة عن نشاط بركاني قديم، ما يضيف مزيدًا من الأبعاد التنموية لاستغلالها.

تجدر الإشارة إلى أن هضبة الجولان، التي تمتد على مساحة تقدر بـ1860 كيلومترًا مربعًا، احتلت منها إسرائيل 1260 كيلومترًا مربعًا خلال حرب عام 1967، بما في ذلك مدينة القنيطرة. 

وفي عام 1974، أعادت إسرائيل 60 كيلومترًا مربعًا فقط إلى سوريا ضمن اتفاق فك الاشتباك، غير أن تل أبيب قررت في عام 1981 ضمّ الجزء المحتل من الجولان بشكل أحادي بقرار صادر عن الكنيست، وهو القرار الذي رفضته الأمم المتحدة ولم تعترف به.

أما في عام 2024، فقد استكملت إسرائيل مشروع السيطرة الجغرافية باجتياح ما تبقى من الهضبة، وتمكنت من احتلال قريتي جملة ومعربة، لتحكم بذلك قبضتها على كامل الجولان، وتبدأ عهدًا جديدًا من الاستيطان والاستغلال الاقتصادي والعسكري للمنطقة، وسط غياب أي ردع دولي حقيقي.

إرم نيوز