في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، كشفت إيران، اليوم الإثنين، عن صاروخ باليستي جديد يحمل اسم "قاسم بصير"، في خطوة اعتبرتها طهران رسالة واضحة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد عسكري.
وجاء هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه المخاوف الغربية من تعاظم القدرات الصاروخية الإيرانية ودورها الإقليمي الداعم لما يعرف بـ"محور المقاومة".
اقرأ أيضًا:
- الاتفاق النووي "المرتقب".. إيران تقدم عرضاً غير مسبوق
- "سناب باك".. تعرف على آلية تخشاها إيران وتهدد بها أوروبا
صاروخ جديد
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية عن تفاصيل الصاروخ الجديد، مشيرة إلى أن "قاسم بصير" هو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، ويبلغ مداه 1200 كيلومتر مما يضع في مرماه عدداً كبيراً من القواعد والمصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.
ووصفت الهيئة الصاروخ بأنه "محصن" ضد أنظمة الدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية مثل منظومة "ثاد" ومنظومة "باتريوت" المتطورة، وهو ما اعتبرته طهران تطورًا نوعيًا في ترسانتها الدفاعية.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد للصاروخ الجديد خلال مقابلة خاصة مع وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، الذي أطلق تحذيرات صريحة قائلاً: "إذا تعرضنا لهجوم أو فرضت علينا حرب، فإن ردنا سيكون قوياً، وسنستهدف المصالح والقواعد التي تشكل تهديدًا لأمننا".
وأضاف الوزير: "نحن لا نحمل أي نوايا عدوانية تجاه جيراننا، ولكن القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة تظل ضمن أهدافنا المحتملة حال اندلاع أي مواجهة".
ردود فعل غربية
وأعاد الإعلان عن الصاروخ الجديد إلى الواجهة التحذيرات الغربية المتكررة بشأن برنامج إيران الصاروخي، والذي تعتبره دول مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا مصدرًا لعدم الاستقرار الإقليمي، خصوصًا في ظل دعم طهران لمجموعة من الفصائل المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة".
وتزامن الكشف عن "قاسم بصير" مع توقف مؤقت في مسار المفاوضات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي ترعاها سلطنة عمان منذ عدة أشهر، فبعد ثلاث جولات تفاوضية وصفت بأنها الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، كان من المفترض أن تعقد الجولة الرابعة في العاصمة الإيطالية روما بتاريخ 3 مايو، إلا أن مصادر عمانية وإيرانية أفادت بتأجيلها لأسباب "لوجستية".
يذكر أن الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، والذي أبرم عام 2015، نص على تقليص إيران لبرنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وهو ما أعاد التوتر إلى المشهد الإقليمي والدولي.