أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن اجتماع سري عقد في أحد المنازل الخاصة بإحدى العواصم الأوروبية، وجمع بين خمسة أكاديميين ورجال أعمال سوريين يمثلون الرئيس السوري أحمد الشرع، واثنين من الجانب الإسرائيلي.
وأفادت مراسلة الصحيفة، سميدار بيري، بأن الوفد الإسرائيلي فوجئ خلال اللقاء بأن حتى كبار المسؤولين السوريين لا يزالون عاجزين عن استيعاب رؤية الرئيس أحمد الشرع حيال "إسرائيل" أو نواياه تجاهها.
ذهول إسرائيلي من المحاورين السوريين
كما عبر الإسرائيليون المشاركون، عن دهشتهم من مستوى الإلمام الواسع لدى المحاورين السوريين بالشأن الإسرائيلي، وهو ما أرجعوه إلى اطلاعهم المستمر عبر وسائل الإعلام المختلفة وترجمات الصحافة العبرية.
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن أحد الممثلين السوريين قال خلال الاجتماع: "نحن لا نعلم حقاً إلى أين تتجه سوريا، رئيسنا يواجه مشكلات عديدة، ومن الصعب تصديق أنه ينوي إضافة إسرائيل إلى قائمة مشكلاته".
محسوبون على النظام السابق
والجدير بالإشارة أن المشاركون السوريون الخمسة الذين حضروا اللقاء تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً، ويعرفون بانتمائهم للنظام السابق بقيادة بشار الأسد، وقد أعربوا عن مفاجأتهم من التغيير السياسي الذي حدث في البلاد وسقوط النظام السابق، مشددين على أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقون فيها بمسؤولين إسرائيليين وجهاً لوجه.
غارات وتحذيرات إسرائيلية
وأضافت "الصحيفة"، أن نهاية الأسبوع شهدت هجوماً إسرائيلياً استهدف محيط القصر الرئاسي في سوريا، وجاء تحت مبرر "حماية الطائفة الدرزية"، في حين اعتُبر في السياق الأوسع رسالة تحذيرية ومؤشراً على محاولات إشعال اضطرابات داخلية قد تطيح بالرئيس الحالي أحمد الشرع.
كما توقعت "الصحيفة"، أن تستمر هذه المحادثات السرية بين مبعوثي الشرع ونظرائهم الإسرائيليين، في إطار مسارين متوازيين: أحدهما يظهر اليد التي تلوّح بالقوة، والآخر يتحسس الطريق نحو احتمال الوصول إلى تسوية سياسية مستقبلية.
رسائل من الجو
ويجدر الإشارة إلى أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من الرئاسة السورية حول اللقاء السري الذي تناولته الصحيفة العبرية، غير أن الحكومة في دمشق سبق وأكدت مراراً أنها لا تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، بما يشمل "إسرائيل".
في السياق ذاته، كشف المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا استهدفت "منظومات سلاح استراتيجية" تعود للجيش السوري التابع لبشار الأسد، لافتًا إلى أن هذه الهجمات كانت تحمل رسالة مباشرة للرئيس أحمد الشرع وتحذيراً له من الانخراط في مواجهات جديدة، خصوصًا تلك المتعلقة بالملف الدرزي.
تحسب من استغلال السلاح القديم
كما أوضح "يشاي"، أن الجيش الإسرائيلي يخشى أن يسعى أحمد الشرع إلى تجنيد ضباط وجنود من جيش الأسد السابق ممن يمتلكون خبرة تشغيلية في الأنظمة العسكرية القديمة، مثل الدفاعات الجوية ومخازن الأسلحة، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي لتدميرها قبل استخدامها ضده.
وأكد "يشاي"، أن إسرائيل ليست لديها مصلحة حقيقية في التورط الميداني داخل الأراضي السورية، حتى لا تتهم من قبل المجتمع الدولي بأنها تعرقل جهود إعادة الإعمار في ظل الإدارة الجديدة.
ولذلك، فإن هيئة الأركان الإسرائيلية تميل إلى جمع أهداف عسكرية حيوية، ومن ثم توجيه ضربات مركزة عندما تسمح الظروف، كما حدث في الغارات الأخيرة المرتبطة بالأزمة الدرزية.