في شهادة جديدة على عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، أن مئات الآلاف من الفلسطينيين باتوا لا يحصلون سوى على وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل، ورفضت في الوقت ذاته المشاركة في الخطة الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات في القطاع، معتبرة أنها لا تستوفي المعايير الإنسانية التي تلتزم بها الأمم المتحدة.
اقرأ أيضًا:
- شهادات مرعبة من غزة.. ماذا فعلت إسرائيل بموظفي الأونروا؟
- الأونروا تعلن نفاذ إمداداتها من هذه المادة الغذائية في غزة
وجبة كل ثلاثة أيام
وفي منشورات رسمية عبر حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، كشفت الأونروا عن أرقام مفزعة تشير إلى أن الوضع الإنساني بلغ مرحلة سوء التغذية الحاد، حيث أكدت أن أكثر من 66 ألف طفل فلسطيني يعانون حالياً من سوء تغذية خطير، في وقت لا يجد فيه مئات الآلاف من السكان إلا وجبة يتيمة كل يومين أو ثلاثة، ما يعكس حالة تجويع ممنهج وجريمة إنسانية ترتكب على مرأى ومسمع من العالم.
وفي موقف واضح، أعلن عدنان أبو حسنة، المتحدث الإعلامي باسم الأونروا، أن الوكالة الأممية لن تشارك في الخطة الإسرائيلية المعلنة لإدخال وتوزيع المساعدات في غزة، مبرراً ذلك بأن الخطة لا تتطابق مع المعايير المعترف بها دولياً من قبل الأمم المتحدة.
وأكد أن الأونروا تلتزم بمبادئ الحياد والاستقلال والعدالة الإنسانية، ولا يمكنها الانخراط في خطة ذات طابع أمني وانتقائي تخدم مصالح الاحتلال ولا تخدم الضحايا.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
وتحدث أبو حسنة، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للأونروا، عن كارثة إنسانية غير مسبوقة تمر بها غزة منذ أكثر من شهرين، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية والقصف الجوي والبري الكثيف، حيث أشار إلى أن الغارات الجوية والقصف بالدبابات لا يتوقفان.
وشدد على أن ما يتعرض له السكان في غزة هو "عقاب جماعي" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، داعياً إسرائيل إلى رفع الحصار فوراً والسماح بدخول الإمدادات الأساسية دون أي تأخير أو شروط.
في المقابل، صوت مجلس الوزراء الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، على توسيع العمليات العسكرية في غزة، بالتوازي مع إنشاء إطار عمل جديد لتوزيع المساعدات الإنسانية، حسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون.
وأكدت هذه المصادر أن المجلس ناقش إعادة فتح قنوات تسليم المساعدات الإنسانية بموجب خطة جديدة تم الاتفاق عليها، لكن لم يتم تنفيذها حتى الآن، ما يزيد من حالة الغموض والقلق بشأن مصير المدنيين في غزة الذين يعيشون على حافة المجاعة.
