أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن مصر تمثل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، وتتبع نهجًا متوازنًا في تعاملها مع عالم يشهد تحولات واضطرابات متسارعة.
جهود لوقف إطلاق النار في غزة
وأشار "السيسي"، خلال جلسة مباحثات عقدها مع الرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس، اليوم الأربعاء، في قصر الرئاسة بالعاصمة أثينا، إلى أن مصر تبذل جهوداً مكثفة لضمان الأمن والاستقرار في إقليم يعاني من التوتر.
وشدد "السيسي"، على المساعي المصرية المستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين هناك.
كما جدد "السيسي"، التأكيد على الموقف المصري الثابت الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء بشكل طوعي أو قسري.
دعوة رسمية
وكانت صحيفة الشرق الأوسط، قد كشفت اليوم الأربعاء، عن تصاعد الجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين حركة حماس وإسرائيل، وذلك قبل أو بالتزامن مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط منتصف الشهر الجاري، في محاولة لتوظيف هذه الزيارة لدفع الأطراف نحو تسوية مؤقتة على الأقل.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى الصحيفة، فقد وجهت السلطات المصرية دعوة رسمية إلى عدد من الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس، للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي تهدف بشكل مباشر إلى بلورة اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
- ممرات آمنة وتوزيع للمساعدات.. مقترح جديد يبلور خلال ساعات لوقف الحرب في غزة
- بيان مصري قطري حول تطورات المسار التفاوضي بشأن غزة
وتأتي هذه الدعوة المصرية في إطار وساطة ثلاثية تقودها كل من مصر وقطر بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة الأميركية، في محاولة لاحتواء الوضع المتفجر في قطاع غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ شهور، والذي خلف آلاف الضحايا ودمر البنى التحتية بشكل شبه كامل.
استمرار جهود الوساطة
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية القطرية، يوم أمس الثلاثاء، أن جهود الوساطة لا تزال مستمرة رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، سواء على المستوى الميداني أو السياسي.
وقالت الوزارة إن الوضع الإنساني الكارثي في غزة يُشكّل دافعًا قويًا لمواصلة المساعي، والعمل على تحقيق توافق بين الأطراف المعنية بما يفضي إلى إنهاء القتال وفتح المجال أمام تدفق المساعدات الإنسانية.
كما صرح المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، بأن الاتصالات بين الأطراف الوسيطة مستمرة بشكل شبه يومي، مشيرًا إلى أنه على تواصل دائم مع مسؤولين في كل من مصر وقطر وإسرائيل، بهدف كسر الجمود والوصول إلى "اختراق حقيقي" في مسار المحادثات، خاصة مع اقتراب الموعد الحاسم لزيارة ترامب.
وتستعد المنطقة لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في جولة إقليمية تشمل السعودية، وقطر، والإمارات، وسط توقعات بأن يحمل معه رؤية جديدة لإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية، بما في ذلك الملف الفلسطيني.
ويرى مراقبون أن تسريع وتيرة الوساطة الحالية يهدف إلى تحقيق مكسب دبلوماسي يسبق وصول ترامب، سواء بإعلان اتفاق مؤقت أو بوضع إطار سياسي جديد لإدارة الصراع.