تشير التطورات السياسية والميدانية المتسارعة حول قطاع غزة إلى أن الساعات القليلة المقبلة قد تشهد بلورة مقترح جديد يتعلق بآليات إيصال المساعدات الإنسانية وتخفيف الأزمة التي يعيشها سكان القطاع منذ أشهر، وذلك تحت ضغط أميركي مباشر ووسط تحركات دبلوماسية حثيثة، وفق ما أفادت به قناة "العربية" نقلاً عن مصادر مطلعة.
اقرأ أيضًا:
- ترامب يتهم و"حماس" ترد.. من يسرق المساعدات في غزة؟
- "مجرد فخ".. الإذاعة العبرية تكشف عن هدف صادم وراء خطة توزيع المساعدات في غزة
تفاصيل المقترح الجديد
وبحسب التقرير، فإن المقترح الجديد يتركز حول فتح ممرات إنسانية آمنة داخل قطاع غزة، إلى جانب إنشاء نقاط ميدانية مخصصة لتوزيع المساعدات بشكل مباشر إلى السكان، ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع استعدادات لزيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، ما يضفي على التحركات طابعًا استعجاليًا من قبل الوسطاء.
وكشفت المصادر أن هناك مشاورات جارية لضمان أن تتولى الولايات المتحدة حصريًا مهمة الإشراف على إدخال وتوزيع المساعدات داخل غزة، في خطوة تهدف إلى تجاوز الخلافات حول دور إسرائيل في هذه العملية.
وأكدت المصادر أن الوسطاء أبلغوا الجانب الأميركي رفضهم القاطع لأن تكون إسرائيل هي الطرف المسؤول عن إدارة وتوزيع المساعدات، في ظل الاتهامات الدولية المتزايدة لها باستخدام الحصار كورقة ضغط عسكري وسياسي ضد المدنيين.
بيان مصري قطري
في السياق ذاته، أصدرت مصر وقطر، وهما من أبرز الأطراف الراعية للمفاوضات في الملف الفلسطيني، بيانًا مشتركًا اليوم الأربعاء نقلته وكالة "رويترز"، أكدا فيه استمرار التنسيق بينهما من أجل التوصل إلى حلول إنسانية عاجلة لأزمة غزة.
وجاء في البيان أن الجهود المصرية القطرية متواصلة ومتسقة، وتقوم على رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها قطاع غزة.
وأوضح البيان أن القاهرة والدوحة تواصلان التنسيق الوثيق مع الإدارة الأميركية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يُنهي المأساة الممتدة منذ شهور، ويضمن في الوقت ذاته حماية المدنيين الأبرياء من ويلات الحرب والتجويع.
وتأتي هذه التحركات في وقت تعاني فيه غزة من تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية والإنسانية، وسط شح حاد في المواد الغذائية والدوائية، وانقطاع شبه كامل للخدمات الأساسية، نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر منذ اندلاع الحرب على القطاع.
ويرى مراقبون أن تسليم ملف المساعدات للولايات المتحدة، وتحييد إسرائيل عن هذه المهمة، قد يشكل نقطة تحول في المسار الإنساني، لكنه يظل مرهونًا بقبول كافة الأطراف وتوفير ضمانات فعلية على الأرض.