عزل قسري.. حكومة غزة تكشف تفاصيل مخطط إسرائيلي لإنشاء "الغيتوهات النازية"

عزل قسري
عزل قسري

في موقف واضح وحاسم، أدانت دائرة الإعلام الحكومي في قطاع غزة بأشد العبارات المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى إنشاء معسكرات عزل قسري للفلسطينيين، والتي وصفتها بـ"الغيتوهات النازية الجديدة". 

واعتبرت هذه الخطط امتداداً مباشراً لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والمبادئ الإنسانية.

اقرأ أيضًا:

بيان شديد اللهجة

وفي بيان شديد اللهجة، أكد المكتب أن هذه المعسكرات تمثل نموذجاً غير إنساني يعيد إلى الأذهان أسوأ صفحات التاريخ البشري خلال العهد النازي، وأن تطبيقها يعني الدخول في مرحلة جديدة من الجرائم المنظمة ضد الإنسانية، يستخدم فيها الغذاء والدواء كسلاح حرب، وتحول فيها المساعدات الإنسانية إلى أدوات للحصار والقمع والتجويع.

وأشار البيان إلى أن قطاع غزة يتعرض منذ 19 شهرًا لإبادة جماعية ممنهجة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، والمواثيق الحقوقية العالمية. 

ووفق الإحصائيات المروعة التي عرضها البيان، بلغ عدد الشهداء والجرحى والمفقودين أكثر من 180 ألفاً، ما يهد حصيلة إنسانية غير مسبوقة تؤكد حجم الكارثة التي يمر بها القطاع وسكانه البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.

وتطرق البيان إلى الظروف الكارثية التي يعيشها السكان نتيجة الحصار الكامل المفروض منذ أكثر من 70 يوماً، حيث تمنع سلطات الاحتلال دخول أي شكل من أشكال الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الطعام، وحليب الأطفال، والمكملات الغذائية، والوقود، والأدوية، والمستلزمات الطبية. 

وأدى هذا الواقع إلى توقف المخابز عن العمل بالكامل، ويهدد بإغلاق المستشفيات بشكل تام، ما يضع حياة الملايين، وخصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، في دائرة الخطر المباشر.

كارثة إنسانية ممنهجة

وحمل البيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية الممنهجة، التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما اتهم دولًا غربية كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بالمشاركة أو التواطؤ في هذه الجرائم، سواء من خلال الدعم المباشر أو الصمت المتواطئ الذي يعد شكلاً من أشكال المشاركة.

كما دعا البيان المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية والحقوقية والأممية، إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه المخططات الإجرامية وإنهاء معاناة سكان القطاع.

وطالب أيضاً الدول العربية والإسلامية بـ"تحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية" وعدم الوقوف موقف المتفرج، داعياً إياها لاتخاذ خطوات جادة وفاعلة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة والتجويع والعزلة القسرية.

وأكد البيان في ختامه أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الوطنية والاجتماعية والعائلية سيتصدى لهذه المخططات الإجرامية، وسيواصل الدفاع عن حقوقه المشروعة بكل السبل، مطالبًا العالم بعدم الوقوف صامتًا أمام مأساة تاريخية تتكشف فصولها أمام أعين الجميع.

وكالة الأناضول