أفادت صحيفة ميدل إيست آي أن إسرائيل تواصل خطواتها نحو فرض سيادتها على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وعلى رأسها منطقة غور الأردن، في وقت تشهد فيه المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا من قبل أوروبا والسعودية لدعم الاعتراف بدولة فلسطينية داخل أروقة الأمم المتحدة هذا الشهر.
تحركات إسرائيلية موازية في غزة وسوريا
وبحسب التقرير، فإن حكومة تل أبيب لا تكتفي بملف الضفة الغربية، بل تواصل نشاطها العسكري والسياسي في جبهات أخرى كغزة وسوريا في محاولة لإعادة رسم المشهد الإقليمي وفق مصالحها.
وأكدت مصادر أمريكية وغربية مطلعة على آخر المداولات، أن واشنطن قد تلتزم الصمت إزاء الضم أو تمنحه غطاءً ضمنيًا، ووفقًا للمصادر، ناقش وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال هذا الأسبوع إمكانية ضم مناطق محددة من الضفة الغربية، دون أن يكشف عن موقف أمريكي رسمي قاطع،
وقال مصدر غربي للصحيفة: "كل ما ورد في خطة صفقة القرن بشأن الضم مطروح للتنفيذ، والسؤال فقط هل ستباركه واشنطن علنًا أم سوف تتجاهله؟"
إرث صفقة القرن
تعيد هذه التطورات للأذهان خطة جاريد كوشنر الشهيرة، المعروفة بـ"صفقة القرن" التي وصفت بالفاشلة، فقد منحت تلك الخطة إسرائيل سيادة على مساحات واسعة من الضفة الغربية بما في ذلك غور الأردن، مع تصور لدولة فلسطينية بلا جيش وتحت قيود مشددة.
إسرائيل في موقع القيادة
من جهته، اعتبر الأكاديمي خالد الجندي من جامعة جورج تاون أن هذه السياسة الأمريكية ليست استثناءً: "غالبًا ما تعكس مواقف الإدارات الأمريكية رؤية الحكومة الإسرائيلية ذاتها، لا سيما في الملفات الحساسة كالضفة الغربية".
المصالح الخليجية في الحسبان
ويرى محللون أن اهتمام إدارة ترامب بالملف الفلسطيني قد يرتبط أساسًا بعلاقاتها مع دول الخليج النفطية أكثر من ارتباطه بحقوق الفلسطينيين أو برغبات الناخب الأمريكي، فالرئيس الأمريكي كان حريصًا على توسيع دائرة اتفاقيات إبراهيم منذ عام 2020، لكن السعودية ظلت متحفظة حتى الآن على الانضمام إليها، مشترطة إنهاء الحرب في غزة وفتح الطريق نحو دولة فلسطينية.
تحذيرات خليجية وحدود للمناورة
حذرت الإمارات بدورها من أن ضم الضفة الغربية سيعد "خطًا أحمر" يهدد اتفاقيات إبراهيم، إلا أن خبراء يرون أن أبوظبي أبقت الباب مفتوحًا أمام خيارات تفاوضية تسمح لها بالمناورة مستقبلًا.
توسيع المستوطنات وخطة E1
في موازاة ذلك، وافق نتنياهو مؤخرًا على تنفيذ خطة E1، التي تهدف إلى توسيع المستوطنات بشكل واسع في قلب الضفة الغربية، وتشير التقديرات إلى أن هذا المشروع سيعزل القدس الشرقية ويقطع التواصل الجغرافي بين المدن الفلسطينية، مما يهدد أي إمكانية حقيقية لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.