لقاء أحمد الشرع الرئيس السوري مع رئيس العالم ترامب

بقلم عيسى دياب 

يتداول الكثير من قبضايات الأمة العربية القابعين على كرسي القهوة وملاحقي أرزاق وأعراض الناس الرئيس أحمد الشرع في لقطات قليلة من لقاء دام لساعتين مع ترامب والأمير محمد بن سلمان ساخطين ومنهالين بكل فواحش اللفظ على الرجل لأن هذه البعض القليل من اللقطات أظهرت ضعف أحمد الشرع أمام ترامب.

بداية، يجب على الناس جميعاً أن يتأكدوا لا أن يعرفوا بل يتأكدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هي رأس العالم والقطب الحاكم من شرقه إلى غربه وشماله إلى جنوبه ومخطأ من يرى أن كوريا الشمالية على سبيل المثال تؤثر أجزاء من واحد بالمئة على سلطة الولايات المتحدة الأمريكية، انت تتحدث عن وزارات خارجية أمريكية في كل منها ألاف الموظفين الحكومين المختصين في دولة معينة يبحثون ويقدمون الدراسات والتوصيات ويتابعون ويقيمون في إستراتيجية ضبط جميع دول العالم تحت مظلة امريكا.

طالما ضربنا كوريا الشمالية مثلاً فلنرى مدى ربحية امريكا من وجود هذه الدولة الخارجة ظاهراً عن سلطة أمريكا، كوريا الشمالية فعليا ليست تهديد للولايات المتحدة الأمريكية إنما هي تهديد لحلفاء امريكا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وهي كدولة غير منضبطة تعتبر تهديد حتى لحلفاءها مثل روسيا والصين، مثال قريب جداً في حرب الرسوم الجمركية بين امريكا والصين إستخدمت امريكا صراعاً موقوتاً وسيبقى بين الهند وباكستان ما أضعف الصين وأرضخها لمطالب ترامب!!! هل هذه أمثلة بسيطة عن واقعية سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم.

نعود إلى حقيقة وظروف لقاء الرئيس أحمد الشرع بالرئيس ترمب.
الرئيس أحمد الشرع مطلوب للولايات المتحدة الأمريكية، هو مواطن سوري خرج مثل غيره في وجه النظام السابق مطالباً بالحرية والعدالة للشعب السوري ألتي أمرنا الله بإقامتها بين الناس والحفاظ عليها، ولا بد أن يتعرض الإنسان في خروجه ضد نظام ممكن ان يستخدم أي وسيلة لدفن الحراك المطالب بالحرية والعدالة وبعدها الإنتقام والجحيم للمشاركين في حال نجاحه بلجم ووأد الثورة ان يقاتل ويقتل في بعض الأحيان.

بعد إسقاط النظام تسلم الرئيس الشرع أرض شاسعة وشعب بلا قانون وبلا نظام ولا سلطات أمنية، لا جبايات ولا اموال، لا جيش ولا أسلحة، وكأنه إستلم خرابة ليبدأ بتنظيفها ثم زرعها ليقطف ثمارها، لا بد لنا أن نشعر في أخواننا السوريين وأمالهم وطموحاتهم المعلقة على هذا الرئيس، لذلك يجب ان نكون واقعين جداً وان نعرف أن للكلمة أرتدادات كالزلزال تماماً.

الرئيس أحمد الشرع حديث في عالم السياسة ولكنه أثبت في أيام قليله بأنه أذكى وأقوى من كثير من الساسة المخضرمين، هو شخصية مؤمنه بسيط وخجول، لكل من راقب لقاءاته عرف انه شخصية خجولة.
عندما بدأ بإعادة تنظيم مؤسسات الدولة بدأ المخربين العالمين "الصهاينة" بتأمر مرة في الساحل السوري ومرة عبر إستغلال قضية الأكراد وأخرها الدروز مع إجتياحات لمناطق جنوب سوريا مع أطماع دول عديدة في الأرض السورية وناهيك عن مخططات تقسيمها إلى دويلات سنية وعلوية ودرزية كل ذلك لعب دوراً رئيسياً في ظهوره ضعيف حتى بينه وبين نفسه، لأنه يطمح في بناء سورية جديدة موحدة مستقلة أمنة مزدهرة لشعب قُتِل وشُرِد على مدى ١٤ عاماً.

لا أتفهم إطلاقاً العقلية الأخرى التي تطلب من الرئيس أحمد الشرع منازلة الرئيس ترامب!! أتمنى أن يكون هذا الشخص مسؤولاً عن شؤون حي صغير لعشرة عائلات لنرى حكمته وجبروته!!

ممتاز جداً ما قام به ولي عهد المملكة السعودية الحبيبة الأمير محمد بن سلمان في إبطال سحر النتنياهو وإقناع ترمب بسوريا موحدة سيدة مستقلة ومنح القيادة الجديدة فرصة بنائها ما حطم طموح النتنياهو والصهيانة في تفتيتها والسيطرة عليها، هذا الأمير الفتي الذكي الحالم بإعادة نصب العقول في أماكن خلقها عمل ويعمل على حقن دماء المسلمين وتحصيل ما يمكن من حقوقهم وأتمنى تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية بعد إذلال النتنياهو وحكومته العنصرية المقيتة.

الرئيس أحمد الشرع شخصية قوية ولكن خجولة وهو إنسان في أكثر الأحول ليس ألياً لا يظهر الأحاسيس وهو في إجتماعه هذا كانن محملاً بأكثر مما ذكرنا في بداية المقال، فمن الطبيعي انه هو الضعيف فهو يقابل شخصية رفضت حتى لقاء لقاء زعماء كبار في العالم لانه مشبع بالقوة والهيمنة.

أخيراً، لا أظن ان المشكلة في القادة، المشلكة الحقيقة لضعف الامة العربية هي الشعوب العربية في غالبيتها التي تتقلب في كل يوم ويَعتبِر فيها الفرد الجاهل بأنه زعيم ورئيس وان الله لم يخلق مثله، حسود وغيور ولا يرضى بقضاء ربه في الحكم والملك والرزق،  ويقاتل بإسم الله، اعان الله كل عاقل في هذا الدنيا، وهل نحن كشعب فلسطيني أفضل حالاً، كلا فنحن كل من تزوج أمنا قلنا لهو عمنا وندفع الأثمان وندفع الدماء ونعود دائما لعمنا الجديد.

بالتأكيد هناك فئة عاقلة واعية ولكن أكثر الناس لا يشكرون ولا يؤمنون وفاسقون.

البوابة 24