وثائق سرية تكشف دوافع هجوم 7 أكتوبر: حماس سعت لإفشال مخطط إسرائيلي أمريكي 

حماس
حماس

في تطور جديد قد يسلط الضوء على خلفيات هجوم السابع من أكتوبر 2023، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الجيش الإسرائيلي عثر على وثائق مهمة داخل أنفاق تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، تظهر أن قرار شن الهجوم كان مدفوعًا باعتبارات استراتيجية تتعلق بإفشال مساعي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، فإن الوثائق التي تم العثور عليها تعود إلى محضر اجتماع داخلي عقده المكتب السياسي لحركة حماس بتاريخ الثاني من أكتوبر 2023، أي قبل خمسة أيام فقط من تنفيذ الهجوم واسع النطاق على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن إشعال حرب مدمّرة في قطاع غزة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

اقرأ أيضًا:

وتوضح الوثائق أن قادة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار، القائد السابق للمكتب السياسي للحركة في غزة، اتخذوا قرارًا استراتيجيًا بشن الهجوم كوسيلة لإحداث تحول جذري في مسارات وموازين القوى في المنطقة، وذلك من خلال ضرب العمق الإسرائيلي في توقيت حرج كانت تتقدم فيه محادثات التطبيع بين تل أبيب والرياض.

الهجوم مخطط له منذ عامين

وتؤكد الوثائق المسربة أن الهجوم لم يكن وليد اللحظة أو ردة فعل عابرة، بل جاء تتويجًا لخطة طويلة الأمد تم الإعداد لها على مدار عامين كاملين، وتشير المداولات التي وردت في محضر الاجتماع إلى أن يحيى السنوار اعتبر أن اللحظة قد حانت لإحداث انقلاب استراتيجي في التعامل مع القضية الفلسطينية، عبر خطوة عسكرية واسعة النطاق من شأنها أن تعيد وضع غزة والضفة الغربية إلى صدارة أولويات المنطقة والمجتمع الدولي.

وبحسب ما ورد، فقد رأت قيادة حماس أن تسارع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية — وخاصة السعودية — يمثل خطرًا وجوديًا على القضية الفلسطينية، ويؤدي إلى تهميش حقوق الشعب الفلسطيني، وبالتالي، فإن توقيت الهجوم جاء كضربة استباقية لتعطيل هذا المسار قبل أن يصل إلى نهايته الرسمية.

السعودية ستطبع في الوقت المناسب

تزامنت هذه التطورات مع تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية، حيث أعرب عن أمله بأن تبرم المملكة اتفاق تطبيع مع إسرائيل في المستقبل القريب، ورغم ذلك، أكد ترامب أن القرار في النهاية بيد السعوديين وحدهم، قائلاً: "لكنكم ستفعلون ذلك في الوقت الذي ترونه مناسبا".

وكان ترامب قد لعب دورًا مركزيًا في تعزيز مسارات التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية خلال فترة رئاسته، حيث رعى توقيع اتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وتأتي تصريحاته الأخيرة كجزء من مساعي لاستئناف هذا المسار في حال عودته إلى البيت الأبيض.

السعودية تدعم الدولة الفلسطينية

من جهتها، كررت السعودية على لسان كبار مسؤوليها، وعلى مختلف المنصات الدبلوماسية، أن موقفها من القضية الفلسطينية لم يتغير، وأكدت المملكة أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو شرط أساسي لا يمكن التنازل عنه قبل أي تطبيع رسمي مع إسرائيل.

وشددت القيادة السعودية على أن هذا الموقف راسخ وثابت، ولا يخضع لأي مساومات أو اعتبارات مرحلية، في إشارة واضحة إلى أن القضية الفلسطينية ستظل في صلب سياسات الرياض الإقليمية والدولية.

تكشف الوثائق التي تم ضبطها — إن صحت — عن بعد جديد في فهم دوافع عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حماس، حيث تبرز البعد الإقليمي والدولي للنزاع، وليس فقط السياق المحلي بين غزة وإسرائيل، فبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الحركة أرادت إرسال رسالة قوية مفادها أن تجاهل القضية الفلسطينية، أو الالتفاف عليها من خلال صفقات إقليمية، لن يمرّ من دون رد.

كما تشير المعطيات إلى أن الحرب التي اندلعت بعد هذا الهجوم، والتي أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، لا يمكن فصلها عن صراعات كبرى تدور حول مستقبل المنطقة، وخصوصًا التحالفات السياسية والاقتصادية التي تتشكل بين الدول العربية وإسرائيل برعاية أمريكية.

سكاي نيوز