شروط تعجيزية لإنهاء الحرب.. نتنياهو يهاجم قادة الغرب ويتجاهل التحذيرات الدولية

نتنياهو
نتنياهو

في تصعيد سياسي جديد يعكس عمق العزلة الدولية التي باتت تواجهها إسرائيل، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الإثنين هجومًا لاذعًا على قادة بريطانيا وكندا وفرنسا، عقب مطالبتهم الصريحة لتل أبيب بوقف هجماتها العسكرية في قطاع غزة، وتلويحهم باتخاذ "خطوات ملموسة" في حال استمرار ما وصفوه بـ"جرائم الإبادة".

وفي تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، اعتبر نتنياهو أن ما قاله قادة الدول الثلاث يمثل "جائزة كبرى" لمنفذي عملية السابع من أكتوبر، زاعمًا أنهم يطالبون إسرائيل بوقف حربها الدفاعية الوجودية، ويدعون في ذات الوقت لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما وصفه بأنه تشجيع ضمني على تكرار الفظائع، بحسب ادعائه.

اقرأ أيضًا:

شروط إسرائيلية تعجيزية لإنهاء الحرب

ووضع نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا سياسية داخلية وخارجية متزايدة، في تدوينته شروطًا اعتبرها الحد الأدنى لقبول إنهاء الحرب، زاعمًا أن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وتخلي حماس عن سلاحها، ونفي قادتها من غزة، وتجريد القطاع من السلاح بالكامل هي المتطلبات التي يجب تحقيقها حتى تفكر إسرائيل في وقف القتال.

وأضاف: "لا يمكن لأي دولة أن تتوقع أقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل بأقل"، مؤكدًا أن العمليات العسكرية ستستمر بوسائل عادلة حتى تحقيق النصر الكامل، بحسب وصفه.

كما دعا نتنياهو القادة الأوروبيين إلى تبني رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مدعيًا أن تلك الرؤية تمثل السبيل الوحيد للاستقرار.

تحرك دولي غير مسبوق

جاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من بيان مشترك أصدرته بريطانيا وفرنسا وكندا، دعا إسرائيل صراحة إلى وقف فوري لكافة عملياتها العسكرية في غزة. 

وأدان البيان قرار تل أبيب بتوسيع هجماتها البرية، واعتبر أن ما يحدث من عمليات عسكرية "غير مقبول إنسانيًا"، خاصة في ظل الانهيار الكامل للقطاع الصحي، واستمرار سياسة التجويع.

وأكدت الدول الثلاث أن السماح الإسرائيلي بدخول بعض المساعدات لا يرقى لمستوى الحاجة، وشددت على ضرورة فتح المعابر بشكل دائم وغير مشروط أمام المساعدات الإنسانية، كما لوحت هذه الدول باتخاذ إجراءات ملموسة إذا تجاهلت إسرائيل هذه المطالب، دون توضيح طبيعة تلك الخطوات.

مجازر مستمرة

وعلى الأرض، أعلنت إسرائيل مساء الأحد إطلاق مرحلة جديدة من هجومها العسكري الشامل تحت مسمى "عملية عربات جدعون"، والتي تشمل توغلات برية في عدة مناطق داخل القطاع، في تصعيد يوصف بالأخطر منذ بدء الحرب.

ورغم النداءات الدولية المتكررة، تواصل إسرائيل منذ مارس الماضي تنفيذ سياسة تجويع ممنهجة بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني، عبر منع دخول المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر، مما دفع القطاع إلى مرحلة مجاعة حادة، أدت إلى وفاة مئات المدنيين جوعًا، خاصة الأطفال والرضع.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل – بدعم أمريكي غير مشروط – جرائم إبادة جماعية موثقة، أسفرت عن سقوط أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، بينما تجاوز عدد النازحين نصف مليون شخص، بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية كل مقومات الحياة في غزة.

وكالات