تحت غطاء إنساني.. إذاعة الجيش تكشف عن خطة إسرائيلية مموهة لتفريغ سكان شمال غزة

توزيع المساعدات الإنسانية
توزيع المساعدات الإنسانية

في خطوة تكشف عن أبعاد جديدة للسياسات الإسرائيلية تجاه سكان قطاع غزة، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل خطة إسرائيلية محكمة تهدف إلى إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه، وذلك من خلال آلية توزيع جديدة للمساعدات الإنسانية، يجري تنفيذها بالتنسيق مع شركات أميركية خاصة.

ووفقاً لما أوردته الإذاعة، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل حالياً على إنشاء أربعة مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، ضمن آلية توصف بأنها "جديدة وموجهة".

اقرأ أيضًا:

أهداف إنسانية 

ورغم ما يتم الترويج له من أهداف إنسانية، تشير التفاصيل إلى أهداف أمنية وديموغرافية بعيدة المدى، على رأسها إجبار سكان الشمال على النزوح جنوباً، وأكد التقرير أن هذه المراكز لا تتركز جميعها في رفح أو بالقرب من محور موراج، كما جرت العادة، بل إن أحدها يقام حالياً في منطقة وسط القطاع، تحديداً جنوب محور نتساريم، على امتداد طريق صلاح الدين الحيوي.

وبحسب ما جاء في التقرير، فإن اختيار موقع هذا المركز لم يكن اعتباطياً، بل خطط له بعناية بهدف تسهيل وصول السكان المقيمين في شمال ووسط قطاع غزة، دون الحاجة للتوجه نحو رفح التي أصبحت مكتظة ومحدودة القدرة الاستيعابية، إلا أن ما بدا وكأنه إجراء لتخفيف المعاناة، يخفي خلفه نية مبيتة.

فبحسب الإذاعة، فإن جوهر الخطة الإسرائيلية يقوم على منع أي فلسطيني من سكان شمال القطاع، يصل إلى مركز التوزيع الجديد جنوب محور نتساريم، من العودة مجدداً إلى الشمال. 

نزوح إجباري

وبذلك، فإن الوصول إلى المساعدات سيكون بمثابة "تذكرة باتجاه واحد"، لا رجعة منها، أي أن من يريد الطعام، عليه أن يغادر منطقته، ولن يسمح له بالعودة إليها، وتعني هذه السياسة عملياً دفع سكان الشمال إلى النزوح الإجباري نحو الجنوب، دون استخدام القوة العسكرية المباشرة، بل عبر استخدام الحاجة الإنسانية كوسيلة ضغط فعالة.

وتوضح الإذاعة العسكرية أن الهدف الأساسي من هذا التحرك هو تسريع عملية تفريغ شمال قطاع غزة من سكانه بالكامل، وهي عملية حاولت إسرائيل تنفيذها مراراً خلال الأشهر الماضية، خصوصاً أثناء الذروة القتالية في مدينة غزة والمناطق الشمالية المحاذية لها، إلا أن جميع تلك المحاولات فشلت في تحقيق الإخلاء الكامل، بسبب تمسك عشرات الآلاف من الفلسطينيين بمنازلهم، رغم المخاطر الشديدة.

فبحسب تقديرات إسرائيلية، لا يزال بين 200 و300 ألف فلسطيني في شمال القطاع، يشكلون نواة صلبة من السكان الذين رفضوا على مدى أشهر النزوح جنوباً رغم القصف المتواصل والإعلانات المتكررة عن "ممرات إنسانية". 

وتمثل هذه النواة المتبقية تحدياً لإسرائيل في سعيها لتغيير الواقع السكاني في الشمال، وهو ما دفع صانعي القرار الإسرائيلي إلى تبني هذه الخطة الجديدة.

ويعتقد المسؤولون في تل أبيب، وفق ما أوردته الإذاعة، أن الوسيلة الجديدة ستجبر السكان الرافضين على النزوح، لأنها ترتكز على سلاح الغذاء وندرة المساعدات، حيث لا تقدم إلا في مراكز محددة، وضمن شروط تعني بشكل غير مباشر مغادرة المنطقة وعدم العودة إليها.

إذاعة الجيش