مأزق سياسي وعسكري يعيق التقدم.. من السبب وراء إفشال مفاوضات الدوحة؟

مفاوضات الدوحة
مفاوضات الدوحة

دخلت مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس مجددًا في طريق مسدود، وسط مؤشرات واضحة على تعثر جديد للمحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه قرر سحب فريق التفاوض رفيع المستوى من قطر والعودة به إلى إسرائيل لإجراء مشاورات داخلية، في خطوة فسرتها أوساط عدة بأنها تعكس غياب أي تقدم فعلي في المحادثات.

بيان حماس

وفي المقابل، اتهمت حركة حماس نتنياهو بالتحايل السياسي والمشاركة في المفاوضات بسوء نية، مؤكدة في بيان رسمي أن وجود الوفد الإسرائيلي في الدوحة هو مجرد خدعة إعلامية وتكتيك تضليلي يهدف إلى كسب الوقت وتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل دون نية حقيقية للوصول إلى اتفاق.

اقرأ أيضًا:

وجاء في بيان الحركة: "نعد استمرار تواجد الوفد الصهيوني المرسل إلى الدوحة، رغم افتقاره الكامل لأي صلاحية للتوصل إلى اتفاق، محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، فالوفد يمدد وجوده يومًا بعد يوم دون الدخول في مفاوضات جادة، ولم تجرى أي محادثات حقيقية منذ يوم السبت الماضي".

رد مكتب نتنياهو 

من جهته، أوضح مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان أنه بعد قرابة أسبوع من الاتصالات المكثفة في الدوحة، سيعود أعضاء بارزون من فريق التفاوض إلى إسرائيل لإجراء مشاورات موسعة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الفريق الفني سيبقى في الدوحة في هذه المرحلة تحسبًا لأي تطورات.

وأشار البيان الإسرائيلي، إلى أن تل أبيب وافقت مبدئيًا على مقترح تمت بلورته بناءً على مبادرة من المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، يقضي بالإفراج عن مجموعة من الرهائن مقابل وقف لإطلاق النار لفترة أطول من المعتاد. 

ومع ذلك، اتهمت الحكومة الإسرائيلية حركة حماس بالاستمرار في رفض المبادرة الأميركية، واشتراطها إنهاء الحرب بشكل كامل كشرط أساسي للإفراج عن بقية الرهائن، وهو ما تعتبره إسرائيل شرطًا مرفوضًا وغير قابل للنقاش.

وفي تصريحات أخرى، قال نتنياهو إن الحرب المستمرة على غزة يمكن أن تنتهي غدًا، بشرط أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن، وتلقي السلاح، ويتم نفي قادتها خارج القطاع، وتتحول غزة إلى منطقة منزوعة السلاح بالكامل، معتبرا أن هذه الشروط هي الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل.

إطلاق عملية عسكرية

في سياق ميداني متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر السبت عن إطلاق عملية عسكرية واسعة جديدة في قطاع غزة، مؤكدًا أنها تأتي ضمن خطة لتوسيع نطاق العمليات وتحقيق أهداف الحرب التي أعلن عنها سابقًا، وعلى رأسها تحرير الرهائن وتفكيك بنية حماس العسكرية والتنظيمية.

وتشير هذه التطورات إلى أن المشهد التفاوضي يزداد تعقيدًا، خاصة مع تزامن التصعيد العسكري مع تعثر المسار السياسي، في وقت تتكثف فيه الضغوط الدولية على الجانبين لوقف إطلاق النار وتفادي المزيد من الكوارث الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني من دمار شامل وأزمة إنسانية خانقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من 590 يومًا.

سكاي نيوز