أكدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مقتل القيادي البارز في حركة حماس محمد السنوار، خلال هجوم جوي شنّه الجيش الإسرائيلي على منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، والذي أسفر أيضاً عن مقتل شخصيات قيادية أخرى في الحركة.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن القيادي عز الدين حداد، أحد كبار قادة الجناح العسكري لحماس، يتوقع أن يتولى رئاسة هذا الجناح خلفاً لمحمد السنوار.
اقرأ أيضًا:
- صحيفة عبرية تكشف عن الخطأ القاتل الذي أودى بحياة محمد السنوار وتفاصيل الاجتماع السري الأخير
- غير محمد السنوار.. اغتيال شقيق آخر للسنوار بعد استهداف خيمته في غزة
ويعد حداد من الأسماء الثقيلة في البنية العسكرية للحركة، ما يجعله مرشحاً طبيعياً لهذا المنصب في مرحلة تتسم بتوترات داخلية وصراعات على القرار.
خلافات حادة
وفي تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، كشف أن خلافاً حاداً نشب بين محمد السنوار وقادة حماس في الخارج، وكان هذا التوتر عاملاً محورياً ساهم، من وجهة نظر إسرائيلية، في كشف تحركات السنوار وتحديد مكانه بدقة.
وأوضحت الصحيفة أن السنوار، وهو الشقيق الأصغر لقائد الحركة يحيى السنوار، ارتكب "الخطأ القاتل" عندما عقد اجتماعاً سرياً لقيادة خلية عملياته بعيداً عن مواقع احتجاز الأسرى الذين اعتادت قيادات حماس الاحتماء بهم باعتبارهم دروعاً بشرية يصعب على إسرائيل استهدافهم أثناء وجودهم بجوارهم.
وقد استغلت إسرائيل هذا الانفصال المؤقت لتنفذ ضربة جوية دقيقة استهدفت النفق الذي عقد فيه الاجتماع، والذي يقع داخل مجمع المستشفى الأوروبي في خان يونس، أحد الأماكن التي شهدت تصعيداً عسكرياً لافتاً في الأيام الأخيرة.
محمد السنوار
ويعد محمد السنوار من أبرز المطلوبين لدى جهاز "الشاباك" الإسرائيلي والجيش، حيث ينسب إليه دور محوري في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر 2023، كما كان من أشد المعارضين لأي حلول وسط في ملف مفاوضات تبادل الأسرى، وفق ما أكده التقرير ذاته.
وفي سياق متصل، سلطت "معاريف" الضوء على تشدد محمد السنوار في مواقفه خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما فجر أزمة داخلية حادة داخل الحركة، خاصة مع قادة الخارج الذين أصبحوا أكثر انفتاحاً على المفاوضات السياسية، وتحديداً مع الوساطة الأمريكية.
وقد لجأت واشنطن بالفعل إلى التواصل المباشر مع قيادات حماس في الخارج متجاوزة السنوار، في محاولة لدفع ملف الرهائن نحو انفراجة.
وتوضح الصحيفة أن إحدى نقاط الانفجار بين الطرفين كانت قرار قادة الخارج الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، وهي الخطوة التي أثارت غضباً شديداً لدى محمد السنوار، الذي رأى فيها تخلياً عن مبدأ التفاوض بالقوة، واعتبر أن القرار فرض عليه فرضاً دون الرجوع إليه.
وأمام هذا التوتر المتصاعد، قرر السنوار عقد اجتماع موسع مع قادة جناحه العسكري، في محاولة منه لإعادة ترتيب الصفوف واستعراض قوته داخل الهيكل العسكري لحماس، إلا أنه لم يتخذ الإجراءات الأمنية الكافية لتأمين الاجتماع.
وشكل هذا التراخي الأمني، وفقاً للصحيفة، فرصة ذهبية لإسرائيل لتتبعه واستهدافه بضربة دقيقة داخل النفق.