تصعيد غير مسبوق.. مصادر عسكرية تكشف عن خطة إسرائيلية للسيطرة على غزة وتطهير طويل الأمد

حرب غزة
حرب غزة

في خطوة تعكس تصعيدًا استراتيجيًا غير مسبوق في مسار الحرب على غزة، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن خطة موسعة يعد لها الجيش الإسرائيلي، تهدف إلى فرض سيطرة عسكرية على ما يتراوح بين 70% إلى 75% من أراضي قطاع غزة خلال فترة زمنية تمتد إلى ثلاثة أشهر، مع احتمال تعليق العمليات مؤقتًا في حال التوصل إلى صفقة لتبادل الرهائن مع حركة حماس.

خطة ثلاثية المراحل

ووفقًا لما نقل عن المصادر العسكرية، ترتكز الخطة على تقسيم قطاع غزة إلى عدة مناطق محورية، وتنفيذ عمليات اقتحام مكثفة تتبع "نموذج رفح" الذي اعتمد مؤخرًا، والذي تضمن اجتياحًا بريًا عنيفًا استهدف تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية وتصفية مقاتليها في تلك المنطقة.

اقرأ أيضًا:

وسوف تشهد الخطة الجديدة مشاركة خمس فرق عسكرية مركزية إلى جانب عدد كبير من الألوية القتالية، بهدف ما تسميه إسرائيل "اجتثاث التهديد الإرهابي" في كل منطقة تدخلها القوات البرية. 

ويجري حاليًا تجهيز فرق الاستطلاع والدعم اللوجستي والهندسي للعمل في مناطق ذات كثافة نارية مرتفعة، وسط تقديرات باحتمالية اتساع العمليات إذا ما تطلب الوضع الميداني ذلك.

تطهير طويل الأمد

وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الخطة، والتي تستغرق ثلاثة أشهر تقريبًا، سوف تبدأ قوات الجيش في تنفيذ ما تسميه “مرحلة التطهير”، وهي عمليات مستمرة تستهدف ملاحقة ما تبقى من البنية القتالية لحماس وباقي الفصائل في المناطق التي ستخضع لسيطرة الجيش، ومن المتوقع أن تستمر هذه العمليات لعدة أشهر.

وفي خطاب أخير، صرح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، الجنرال هرتسي هليفي، بأن القيادة السياسية قد تأمر بوقف العمليات العسكرية في أي وقت إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل أو جزئي للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر 2023.

ورغم استمرار الضغط العسكري، تضع القيادة الإسرائيلية ملف الرهائن ضمن حسابات المعركة، مع إدراكها لحساسية الرأي العام الداخلي والخارجي تجاه مصيرهم.

التهجير ما زال مطروحًا

وفي موازاة الجهد العسكري، تواصل إسرائيل الدفع باتجاه تنفيذ خطط ترحيل سكان غزة إلى خارج القطاع، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إلا أن مصادر إسرائيلية رفيعة أفادت لصحيفة “إسرائيل هيوم” بأن واشنطن لم تبدي حماسًا كافيًا لتفعيل هذا المسار في المدى القريب، الأمر الذي يعرقل طموحات الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن.

وتثير الخطة الإسرائيلية للترحيل، التي كانت موضوعًا لتسريبات دولية خلال الأشهر الماضية، انتقادات حقوقية وسياسية واسعة، وتعتبرها جهات دولية محاولة لفرض أمر واقع ديموغرافي جديد في القطاع.

عربات جدعون

وأطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الهجوم المستمر اسم "حملة عربات جدعون"، وهو اسم يحمل بعدًا توراتيًا ويمثل الرغبة في الحسم الكامل.

وقال نتنياهو في تصريحات لوسائل الإعلام من القدس: "في نهاية هذه الحملة، ستكون كل أراضي قطاع غزة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة، ولن يبقى شيء من بنية حماس، سنقوم بتدميرها بالكامل".

وتؤكد تصريحات نتنياهو ما ذهب إليه محللون خلال الأسابيع الماضية من أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط لضربات عقابية أو محدودة، بل تستهدف تغيير المشهد الأمني والسياسي في غزة بشكل جذري ودائم.

سكاي نيوز