إيهود باراك ينتقد نتنياهو: حرب غزة لحماية الائتلاف ونتائجها كارثية على إسرائيل

إيهود باراك
إيهود باراك

في موقف لافت يعكس تصاعد الانقسامات داخل المؤسسة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك هجومًا لاذعًا على العملية العسكرية الجارية في قطاع غزة، مؤكدًا أنها عبثية وعديمة الجدوى، ولن تؤدي إلى نتائج تختلف عن سابقاتها سوى بمزيد من العزلة الدولية والانكشاف القانوني والسياسي لإسرائيل.

حرب لحماية نتنياهو

وأوضح باراك، في تصريحات نشرت عبر وسائل إعلام عبرية، أن استمرار الحرب لا ينبع من أهداف استراتيجية واضحة أو مخططات مدروسة لإنهاء الصراع، بل هو جزء من محاولة مستميتة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، الذي يهيمن عليه اليمين المتطرف، وتفادي المساءلة السياسية الداخلية.

اقرأ أيضًا:

وشدد رئيس الوزراء الأسبق على ضرورة وقف الحرب فورًا والعمل على استعادة الأسرى الصهاينة دفعة واحدة عبر الوسائل الدبلوماسية، وليس عبر مغامرات عسكرية تفتقر للتخطيط وتنذر بالمزيد من الخسائر.

تحذير من سقوط الأسرى الأحياء

وحذر باراك من أن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي حتمًا إلى مقتل المزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مؤكدًا أن هذا السيناريو من شأنه تعقيد الأوضاع السياسية والإنسانية، وتقييد قدرة إسرائيل على المناورة مستقبلاً.

كما عبر عن رفضه القاطع لأي سيناريو يتعلق باحتلال القطاع أو تهجير سكانه، واصفًا تلك الرؤى بأنها "أوهام خطيرة" ستقود إلى كارثة استراتيجية طويلة الأمد، وتضع إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي والفلسطينيين على حد سواء.

وختم باراك تصريحاته بالتأكيد على ضرورة التحول نحو الحلول السياسية الواقعية، بوصفها المسار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار على المدى البعيد، داعيًا إلى تحرك عقلاني يعترف بفشل الخيارات العسكرية المجربة.

مجازر الاحتلال

وفي ظل هذه التصريحات، تشهد غزة تصعيدًا غير مسبوق منذ فجر الثلاثاء 18 مارس 2025، إذ شنت قوات الاحتلال موجة عنيفة من الغارات الجوية استهدفت مناطق مدنية خلال وقت السحور، مما أدى إلى استشهاد 404 فلسطينيين وإصابة أكثر من 562 آخرين حتى العاشرة صباحًا بتوقيت غرينتش، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ويعد هذا الهجوم الخرق الأكبر لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مطلع مارس الجاري، حيث رفض نتنياهو الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كانت تقضي بوقف الحرب بشكل كامل والانسحاب من القطاع، على الرغم من التزام حركة حماس بكافة بنود المرحلة الأولى.

مناورة نتنياهو السياسية

وسعى نتنياهو، وفق مصادر مطلعة، إلى تمديد المرحلة الأولى فقط من الاتفاق المؤقت بهدف إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين، دون الالتزام بالمضي نحو المرحلة التالية التي تتضمن تفكيك البنية العسكرية للحرب والعودة إلى مسار تفاوضي شامل، ما كشف عن استخدامه ملف الأسرى كأداة سياسية لإرضاء شركائه المتطرفين.

ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل شن حرب إبادة جماعية على القطاع المحاصر، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين 173 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 14 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في أماكن مجهولة.

وكالة إرنا