الفترة "الأكثر وحشية".. غوتيريش يكشف: كارثة غير مسبوقة تضرب غزة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

أفاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، بأن الفلسطينيين في قطاع غزة يمرون بما وصفه بـ"الفترة الأشد وحشية" منذ بداية النزاع العنيف، وذلك في ظل التصعيد الكبير للهجوم العسكري الإسرائيلي.

مجاعة تهدد الجميع

وأشار "غوتيريش"، في بيان رسمي، إلى أن إسرائيل، على مدى ما يقرب من 80 يومًا، تواصل منع دخول المساعدات الدولية الحيوية إلى القطاع، محذرًا من أن "جميع سكان غزة معرضون لخطر المجاعة".

مساعدات غير كافية

كما أكد "غوتيريش"، أن كميات المساعدات التي سمح بدخولها إلى غزة "ضئيلة للغاية"، في وقت يتطلب الوضع الإنساني تدفقًا كبيرًا وسريعًا للمساعدات من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة للمدنيين المحاصرين.

تحذير من عواقب وخيمة

وشدد "غوتيريش"، خلال حديثه مع الصحافيين، على أن "غياب وصول سريع وموثوق وآمن ومستدام للمساعدات سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، وستكون النتائج بعيدة المدى وخطيرة على كامل السكان".

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد أعلنت صباح اليوم الجمعة، عن بدء تنفيذ خطة أمريكية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، عبر آلية غير مسبوقة تعتمد على شركات أمنية أمريكية خاصة تتولى الإشراف الميداني على العملية.

وبحسب ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فإن الخطة الأمريكية تشمل إقامة أربعة مراكز لتوزيع المساعدات الغذائية داخل القطاع، ثلاثة منها ستنشأ في مدينة رفح جنوب القطاع، بينما سيقام المركز الرابع في المنطقة الوسطى جنوب محور نتساريم، وهي منطقة شهدت تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة مؤخرًا.

اقرأ أيضًا:

تفاصيل الخطة

ووفق تفاصيل الخطة التي أوردتها أيضًا وكالة "معا" الفلسطينية، فإن آلية التوزيع تعتمد مبدأ "حزمة لكل عائلة"، بحيث يطلب من ممثل عن كل أسرة فلسطينية التوجه إلى أحد المراكز المحددة لاستلام صندوق غذائي مخصص لتغطية احتياجات الأسرة لمدة أسبوع.

أبعاد استراتيجية

ولفتت إذاعة الجيش إلى أن الخطة لا تقتصر فقط على توزيع المساعدات، بل تتضمن أيضًا آلية إعلامية موسعة لتوجيه سكان القطاع نحو الإجراءات الواجب اتباعها أثناء عملية التوزيع، ما يشير إلى تنسيق ميداني دقيق يستهدف تنظيم تحركات السكان وفق مسارات معدة مسبقًا.

كما أكدت الإذاعة أن اختيار مواقع المراكز في رفح وجنوب محور نتساريم لم يكن عشوائيًا، بل يهدف إلى تسريع وتيرة إخلاء المدنيين من شمال القطاع، في إطار الهدف المعلن من قبل الجيش الإسرائيلي بإفراغ تلك المناطق من سكانها، وهو ما يثير تساؤلات حول البعد الإنساني الحقيقي للخطة، مقابل استخدام المساعدات كوسيلة ضغط لتحقيق أهداف عسكرية وديمغرافية.

المساعدات تحت الحماية الأمنية الخاصة

اللافت في هذه الخطة هو الاعتماد الرسمي على شركات أمنية أمريكية خاصة، وهو أمر يعد سابقة في تاريخ عمليات الإغاثة داخل مناطق النزاع في غزة، ويعكس فقدان الثقة الكامل في قدرة المنظمات المحلية والدولية على تنفيذ مهام التوزيع بأمان، في ظل الانهيار الأمني والمعيشي شبه التام داخل القطاع.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تنقل العمل الإنساني إلى مربع "العسكرة غير المباشرة"، حيث تتحول المساعدات من عمل إغاثي إلى جزء من استراتيجية ميدانية ذات أبعاد أمنية وسياسية، خاصة مع الاتهامات المتكررة لإسرائيل بالسعي إلى هندسة توزيع السكان داخل القطاع بما يخدم مخططاتها الأمنية طويلة الأمد.

ومن المنتظر أن يبدأ تنفيذ الخطة فعليًا خلال اليومين القادمين، وسط حالة من الترقب في الأوساط الغزية، التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وانهيار الخدمات الصحية، وتهجير جماعي قسري منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وكالات