في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها قطاع غزة، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة، عن نيتها بدء توزيع مساعدات إغاثية خلال الأيام المقبلة.
وأكدت المؤسسة، في بيان رسمي صدر من مقرها الرئيسي في جنيف، أن دورها لا يهدف إلى الحلول محل الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة التقليدية، بل يأتي "مكمّلاً ومسانداً" لتلك الجهات، في محاولة لسد الفجوة الإنسانية العميقة التي خلفتها الحرب والحصار.
رفض أممي
رغم هذه التأكيدات، قوبلت المؤسسة بموقف متحفظ وحازم من جانب الأمم المتحدة، التي أوضحت مراراً أنها لن تتعاون معها بأي شكل من الأشكال.
اقرأ أيضًا:
- الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلاً لدول العالم ويطالب بإدخال المساعدات عبر هذه الآلية
- خطة توزيع المساعدات تثير قلق الأمم المتحدة.. ماذا تخبئ إسرائيل لسكان غزة؟
ووصفت المنظمة الدولية "مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها كيان "تشكل بصورة عشوائية ومن مصادر غير موثوقة"، معتبرة أنها لا تلتزم بالمعايير الأساسية المعتمدة في العمل الإغاثي، والمتمثلة في مبادئ "الحياد، والاستقلالية، والنزاهة".
خطة توزيع ضخمة
وبحسب ما ورد في البيان الأخير، تخطط المؤسسة لتوزيع نحو 300 مليون وجبة خلال فترة أولية تمتد لـ90 يوماً، وهو ما وصفته بخطة طموحة تسعى لتخفيف حدة المجاعة التي تضرب القطاع.
وأوضحت أنها ستعتمد في تنفيذ هذه الخطة على شركات أمنية خاصة لنقل المساعدات من المعابر إلى مواقع توزيع "آمنة" تم تحديدها مسبقاً داخل القطاع.
وشدد البيان على أن هذه المواقع ستكون خالية تماماً من أي وجود عسكري إسرائيلي مباشر، مشيراً إلى أن عملية التوزيع ستتم من خلال "فرق إنسانية مدنية"، لضمان الشفافية وعدم تسييس العمل الإغاثي.
كما أكدت المؤسسة أن "الجيش الإسرائيلي لن يتواجد في محيط نقاط التوزيع"، في خطوة تهدف إلى طمأنة السكان المحليين والمنظمات الدولية المشككة في حيادية العملية.
إعادة بناء البيئة اللوجستية
أبرزت المؤسسة أن نموذجها الجديد لا يقتصر على تقديم المساعدات فقط، بل يمتد إلى إعادة بناء الخدمات اللوجستية والأمنية التي تعطلت أو فقدت بسبب استهداف منظمات الإغاثة التقليدية أو عجزها عن العمل بأمان داخل القطاع.
وذكرت أن هذا النموذج من شأنه توفير بيئة أكثر أمانًا للعاملين في المجال الإنساني، وتقليل المخاطر التي يواجهونها خلال أداء مهامهم، لاسيما في ظل تكرر حوادث تعرضهم للنيران المتبادلة أو السطو على المساعدات.
كما دعت المؤسسة منظمات الإغاثة التقليدية إلى الاستفادة من آليات التسليم الآمنة التي وضعتها قيد التنفيذ، معتبرة أن هذا التعاون المحتمل قد يعيد قدرًا من الكفاءة والفعالية لعمليات توزيع المساعدات في ظل الظروف الحالية.
نقاط التوزيع
في المرحلة الأولى من عملها، أوضحت "مؤسسة غزة الإنسانية" أنها ستبدأ العمل عبر أربعة مواقع توزيع آمنة داخل القطاع: ثلاثة منها تقع في جنوب غزة، بينما يقع الموقع الرابع في المنطقة الوسطى.
وأشارت إلى أن الخطط المستقبلية تشمل افتتاح مواقع إضافية في شمال القطاع خلال الشهر المقبل، في مسعى لتغطية المناطق الأكثر تضررًا من الحرب والحصار.
وفي سياق الجدل المثار حول المؤسسة، نفت الأخيرة بشكل قاطع كل الاتهامات التي طالتها بشأن مشاركتها في عمليات تهجير قسري لسكان غزة.
وأكدت في بيانها أنها تلتزم بشكل صارم بالمعايير الدولية للعمل الإنساني، وأن نشاطها يقتصر على تقديم الدعم الإغاثي المباشر للسكان، دون أي أجندات سياسية أو تدخلات ديموغرافية.