مبعوث ترامب ينقل رسالة صارمة لحكومة نتنياهو.. ماذا تحمل لإسرائيل؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

لا تزال إسرائيل ترفض جميع المقترحات الجديدة المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث رفضت تل أبيب اليوم اقتراحًا جديدًا تضمن هدنة لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء.

وفي هذا الإطار، شدد مسؤول إسرائيلي للقناة 12 العبرية، على أن المشروع الذي وصل إسرائيل الليلة لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية القبول به، لافتًا إلى أن المقترح لا يعكس – بحسب زعمه – رغبة حقيقية من حركة "حماس" في سد الفجوات القائمة بين الطرفين.

"حماس ترفض".. و"إسرائيل تصر"

وأشار "المسؤول"، إلى أن حركة "حماس" لا تزال ترفض الالتزامات المطلوبة، في حين تتمسك إسرائيل بخطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي تنص على إنهاء الحرب فقط عند إطلاق سراح جميع الرهائن وتسليم "حماس" لسلاحها بالكامل.

كما أكدت إسرائيل أن الخطة الوحيدة المعروضة حاليًا هي تلك التي اقترحتها الولايات المتحدة قبل أسبوع، وتتضمن إفراج "حماس" عن عشرة أسرى، 5 منهم في اليوم الأول من الاتفاق و5 آخرين في اليوم الأخير من الهدنة.

وفيما يتعلق بالاقتراح الجديد الذي قدمه رجل الأعمال بشارة بحبح، فتعتبره إسرائيل غير مقبول بسبب ما وصفته بأنه يحتوي على شروط مرفوضة.

إسرائيل رفضت مقترح حماس

من جانبها، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الإثنين، أن تل أبيب رفضت اقتراحًا قدمته حركة "حماس" يشمل إنهاء الحرب على قطاع غزة، ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي – لم يكشف عن اسمه – قوله إن العرض لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تقبله، مشيرًا إلى أن "حماس لا تسعى جديًا نحو التوصل إلى اتفاق".

كما أدعى "المسؤول الإسرائيلي"، أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بإطار خطة ويتكوف، واصفًا مقترح "حماس" بأنه "بعيد كل البعد عن الخطوط العريضة التي حددها ويتكوف".

 وفي سياق متصل، أوضحت "القناة 12" العبرية، أن مقترح حماس تضمن طلبًا بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل.

حتى لحظة نشر التقرير، لم تصدر تل أبيب بيانًا رسميًا بخصوص المقترح، كما لم تصدر "حماس" أي تعليق.

أميركا تضغط.. ونتنياهو يماطل

كما أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بإن ويتكوف أبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال لقائهما في العاصمة الإيطالية روما نهاية الأسبوع الماضي، بضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة، في رسالة نقلها المبعوث بتكليف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعلى الرغم من الضغط الأميركي المتزايد، فإن مكتبي ديرمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضا التعليق، بحسب الصحيفة.

والجدير بالإشارة أن ويتكوف كان قد صرح خلال لقائه عائلات الأسرى الإسرائيليين، في 11 مايو الجاري، بأن الإدارة الأميركية تسعى إلى استعادة المحتجزين، غير أن إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب، بل تسعى لإطالة أمدها.

مقايضة مرفوضة 

وتتوالى التقارير الإعلامية من مصادر أميركية وإسرائيلية حول رغبة الرئيس ترامب في الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس" يفضي إلى وقف الحرب وتبادل الأسرى، بينما تقدر إسرائيل أن "حماس" تحتجز نحو 58 أسيرًا إسرائيليًا، من بينهم 20 على قيد الحياة.

وتجدر الإشارة إلى أن "حماس" قد أكدت مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، شرط إنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

في المقابل، رفض نتنياهو، الذي تلاحقه دعاوى في المحاكم الدولية، هذا الطرح ويصر على إعادة احتلال قطاع غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهي شروط ترفضها المقاومة الفلسطينية بشكل قاطع.

شروط نتنياهو الثلاثة

وفي موقف متكرر، حدد نتنياهو يوم الأربعاء ثلاثة شروط لإنهاء الحرب، قال فيها: "نحن مستعدون لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: أولًا، إعادة جميع الرهائن؛ ثانيًا، نفي قيادة حماس من غزة؛ ثالثًا، نزع سلاح حماس".

ويشار إلى أن إسرائيل كانت قد احتلت قطاع غزة عام 1967، قبل أن تنسحب منه بموجب اتفاق "أوسلو" عام 1994، ثم أقدمت على تفكيك مستوطناتها بالقطاع في 2005 ضمن خطة "فك الارتباط" الأحادية.

والجدير بالذكر أن أوساط المعارضة الإسرائيلية، إلى جانب عائلات الأسرى، تؤكد أن نتنياهو يواصل الحرب في غزة فقط لإرضاء الجناح الأكثر تطرفًا في حكومته اليمينية، وتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، لا سيما من أجل البقاء في الحكم رغم تصاعد الضغوط الداخلية والدولية.

القناة 12 الإسرائيلية