خطة مموهة.. لبيد يكشف كيف خدعت إسرائيل الرأي العام بشأن منظمات المساعدات بغزة

توزيع المساعدات الإنسانية
توزيع المساعدات الإنسانية

فجر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، مفاجأة سياسية مدوية اليوم الثلاثاء، عندما صرح بأن إسرائيل تقف فعليًا خلف منظمتي مساعدات أجنبية تعملان داخل قطاع غزة، معتبرًا أن الحكومة تمارس "خداعًا ممنهجًا" بحق الجمهور الإسرائيلي.

وخلال مقابلة أجراها مع إذاعة جيش الاحتلال، أشار لبيد إلى أن هناك "مسؤولين إسرائيليين يقفون خلف هذه المنظمات الإنسانية الظاهرة، التي تعمل في غزة تحت غطاء الإغاثة، بينما الهدف الحقيقي يتجاوز العمل الإنساني إلى فرض واقع سياسي وأمني جديد داخل القطاع".

اقرأ أيضًا:

مساعي حكومة الاحتلال 

ولم يسم لبيد هاتين المنظمتين بشكل مباشر، لكنه ألمح إلى أن هذا التحرك يندرج ضمن مساعي خفية تقودها حكومة بنيامين نتنياهو لترسيخ النفوذ العسكري الإسرائيلي في غزة، وإرساء إدارة مدنية بديلة تحت وصاية غير مباشرة من تل أبيب.

وتأتي تصريحات لبيد في وقت تشهد فيه إسرائيل حالة من الجدل الداخلي بشأن مستقبل القطاع، فبحسب استطلاعات رأي حديثة، فإن غالبية الإسرائيليين لا يدعمون العودة إلى حكم عسكري مباشر في غزة، على عكس ما يروج له وزراء من أقصى اليمين مثل إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وبِتسلئيل سموتريتش وزير المالية، الذين يطالبون علنًا بإعادة احتلال القطاع بشكل كامل.

وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية أميركية عن تسجيل كيان غير ربحي جديد في سويسرا تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهو كيان يعتقد أنه مرتبط بأشخاص ذوي خلفية استخباراتية وعسكرية أميركية، بالإضافة إلى كوادر من منظمات إغاثة دولية. 

خطة أمريكية إسرائيلية 

ووفق ما نُشر، فإن هذه المؤسسة تستعد لتولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة، في إطار خطة مشتركة بين تل أبيب وواشنطن تهدف إلى إدارة الملف الإنساني في القطاع بشكل منسق يخدم الأجندات الأمنية والسياسية للجانبين.

وفي متابعة لهذا الملف، نقلت وسائل إعلام عبرية رسمية أن المؤسسة المذكورة ستشرف قريبًا على توزيع المساعدات داخل القطاع، وأن هذه الخطوة هي جزء من خطة أوسع يجري الترويج لها على أنها "إنسانية"، لكنها تخفي في طياتها أهدافًا تتعلق بتغيير الخريطة السكانية داخل غزة.

وسبق لإذاعة جيش الاحتلال أن أقرت في مطلع مايو الجاري بأن هذا المخطط يقوم على تركيز توزيع المساعدات في أربع نقاط فقط داخل جنوب القطاع، وهو ما يعني عمليًا تشجيع سكان الشمال على مغادرة منازلهم والتوجه جنوبًا بحثًا عن الغذاء والدواء، بما يعزز عملية التهجير الداخلي.

من جهتها، حذرت حكومة غزة إلى جانب منظمات حقوقية بارزة، مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من أن هذا المخطط لا ينفصل عن خطة التهجير التي طرحها سابقًا الرئيس دونالد ترامب، والتي يتبناها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشكل علني، ويعتبرها جزءًا من أهداف الحرب المستمرة على القطاع.

موقع القدس العربي