أعلن تحقيق عسكري إسرائيلي، صدر اليوم الجمعة، عن تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي نفذته عناصر من حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، واستهدف قاعدة "أوريم" الواقعة في صحراء النقب، مسلطًا الضوء على سلسلة من الأخطاء والتقديرات غير الدقيقة التي غيرت مسار الهجوم بشكل غير متوقع.
الطريق الخطأ يغير المعركة
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فأن التحقيق توصل إلى أن عشرة مسلحين من "حماس" ضلوا طريقهم أثناء محاولتهم التوجه إلى قاعدة استخباراتية حساسة، تبعد حوالي 16 كيلومترًا عن حدود قطاع غزة، وبدلًا من الوصول إلى هدفهم الرئيسي، هاجموا عن طريق الخطأ قاعدة قيادة الجبهة الداخلية المجاورة لمفترق أوريم.
وعلى الرغم من الخطأ في تحديد الموقع، أسفر الهجوم عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، قبل أن تتمكن قوات من قاعدة قريبة وقوات إضافية من القضاء على المهاجمين بالكامل، بحسب نتائج التحقيق الذي أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي ونشر اليوم.
خلل دفاعي واضح
وأشار "التحقيق"، إلى أن القاعدة لم تكن مجهزة بما فيه الكفاية للتعامل مع هجوم واسع النطاق، حيث فشلت المنظومة الدفاعية في التصدي الفوري للمهاجمين، وهو ما مكن عناصر "حماس" من تنفيذ عمليات قتل داخل القاعدة قبل تصفيتهم بشكل كامل من قبل الجيش الإسرائيلي.
والجدير بالإشارة أن هذا التحقيق جاء ضمن سلسلة من التحقيقات العسكرية المفصلة التي تناولت ما يقارب أربعين "معركة ومجزرة" وقعت خلال الهجوم الشامل لحركة حماس، الذي شارك فيه نحو 5600 مسلح، وأسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، علاوة على أسر 251 آخرين لا يزال العشرات منهم محتجزين في غزة حتى اليوم.
وحدة استخبارات عالية الحساسية
كما أوضح "التحقيق"، الذي أعده العقيد آشر بنيشتي، قائد المنطقة الجنوبية لقيادة الجبهة الداخلية، أن الهدف الأصلي لعناصر "حماس" كان الوحدة 8200 التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية، والمعروفة باسم "يركون"، وهي وحدة جمع معلومات تعتبر من أكثر المرافق حساسية في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب وحدة الاستطلاع 414 ومقر قيادة الجبهة الداخلية.
اعتمد التحقيق على مراجعة شاملة لمصادر متعددة شملت مقاطع فيديو التقطها المسلحون، ورسائل نصية من الجنود، وتسجيلات كاميرات مراقبة، واتصالات الجيش اللاسلكية، فضلًا عن شهادات الناجين والمقاتلين.
أهداف التحقيق محددة
وفي السياق ذاته، أكد الجيش الإسرائيلي، أن الهدف الأساسي من هذا التحقيق كان استخلاص استنتاجات عملياتية واضحة لتحسين أداء الجيش مستقبلاً، دون التطرق إلى الصورة الأوسع المرتبطة بتقديرات الجيش الطويلة المدى حول غزة وحركة حماس، والتي يتم بحثها ضمن تحقيقات أخرى أكثر شمولًا.
قاعدة خارج النطاق
ولفت التقرير إلى أن قاعدة أوريم، ورغم احتوائها على وحدات استخباراتية مهمة، تعد "قاعدة خلفية" وليست ضمن المسؤولية المباشرة لفرقة غزة، ما جعلها في وضع أقل استعدادًا لمواجهة عملية تسلل وهجوم واسع النطاق كالذي حدث.
