"شبشب" في وجه نتنياهو: صحفي إسرائيلي يهاجم رئيس الحكومة على الهواء ويفضح فشل المؤسسة العسكرية (فيديو)

في مشهد غير مسبوق أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل، أقدم الإعلامي الإسرائيلي شاي غولدن، المذيع المعروف في قناة 13 العبرية، على رفع "شبشب" على الهواء مباشرة خلال برنامجه أثناء توجيه سؤال مباشر وحاد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في لحظة تلخص حجم السخط الشعبي المتصاعد تجاه القيادة السياسية بعد الفشل العسكري في مواجهة هجوم السابع من أكتوبر 

الصحافي يهاجم نتنياهو

غولدن، المعروف بآرائه الناقدة، لم يتوانى عن تحويل "الرمز الشعبي البسيط" إلى أداة اتهام علنية، حيث وجه كلامه لنتنياهو بنبرة غاضبة قائلًا: "كيف فشلت في الانتصار على من يحاربون وهم يلبسون الشباشب؟ أين تكمن المشكلة؟ المشكلة هي أنت".

اقرأ أيضًا:

• خطأ غير مصير المعركة.. تحقيق إسرائيلي يكشف: الخلل الذي أضاع هدف حماس في 7 أكتوبر
• نساء غزة في مواجهة حرب 7 أكتوبر.. من ربات البيوت الي معيلات أسر 

وقد أثارت هذه العبارة تفاعلاً ضخمًا من الجمهور ووسائل الإعلام، ليس فقط لسخريتها، بل لأنها حملت في طياتها اتهامًا مباشرًا لنتنياهو بالفشل الذريع في إدارة الحرب مع حماس.

ولم يكن هذا الموقف إلا ردًا ساخرًا على تصريح سابق لنتنياهو نفسه، حاول فيه الاستخفاف بمقاتلي حماس قائلًا إنهم اقتحموا الحدود الإسرائيلية يوم السابع من أكتوبر وهم "ينتعلون الشباشب"، في محاولة لتصويرهم كقوة بدائية غير منظمة على الرغم من النتائج الكارثية التي خلفتها العملية على الجبهة الإسرائيلية.

فضح الرواية الرسمية

لكن محاولات نتنياهو التقليل من شأن مقاتلي حماس لم تصمد طويلًا، حيث جاء الرد من داخل المؤسسة العسكرية نفسها.

فقد صرح اللواء نعوم تيبون، القائد السابق للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، بأن مقاتلي حماس الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر كانوا مزودين بأسلحة متطورة وسترات واقية ومعلومات استخباراتية دقيقة، نافيًا الصورة الهزلية التي حاول رئيس الحكومة الترويج لها.

وأضاف ضابط آخر، نقلت القناة 12 العبرية تصريحاته دون ذكر اسمه، "من كان يرتدي الشباشب فعلاً هم قادتنا"، في إشارة لضعف الأداء القيادي خلال المواجهة، ما زاد من حدة النقد الموجه للمستويات العليا في القيادة الإسرائيلية.

"الشبشب" يصبح رمزًا للسخرية الشعبية

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تحولت الواقعة إلى مادة ساخرة شديدة اللهجة، حيث تفاعل الناشطون الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء مع ما وصفوه بـ"الانهيار الرمزي والمعنوي" لحكومة نتنياهو.

وكتب أحد المعلقين الإسرائيليين بسخرية: "لولا الدعم الغربي، لكان مرتدو الشباشب يسيطرون على تل أبيب الآن"، في إشارة إلى الفشل الإسرائيلي في صد الهجوم رغم تفوقه التكنولوجي والعسكري ودعم الحلفاء الدوليين.

وشبه آخرون هذا المشهد بـ"صفعة إعلامية" تعكس انهيار ثقة الجمهور بالحكومة، وفقدان السيطرة على الخطاب العام الذي بات يدار من قبل الإعلاميين أكثر مما يدار من قِبل متحدثي الحكومة الرسمية.

خطاب نتنياهو

وفي ذات السياق، أثار الخطاب الذي ألقاه نتنياهو قبل أيام – والذي حاول فيه التخفيف من وقع الفشل الأمني يوم 7 أكتوبر – موجة جديدة من الانتقادات، حيث وصف الخطاب من قبل محللين وسياسيين بأنه "استعراضي، مليء بالمغالطات، ويتضمن تلميحات خطيرة".

وبحسب مراقبين، فإن نتنياهو أشار ضمنيًا إلى احتمال وجود تواطؤ داخلي أو تساهل في الإجراءات الأمنية يوم السابع من أكتوبر، دون أن يقدم أي أدلة ملموسة، ما زاد من تأجيج الاتهامات المتبادلة بين الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي، وفتح الباب واسعًا أمام نظريات المؤامرة والانقسام الداخلي.