كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تبنى المقترح الذي قدمه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، متخليًا في الوقت ذاته عن رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح.
وبحسب ما ذكرته "القناة 15" العبرية، نقلًا عن مصادر مطلعة، فإن حركة "حماس" ترى أن الإدارة الأمريكية "خدعتها"، حيث جاء المقترح الأخير من ويتكوف داعمًا بالكامل للموقف الإسرائيلي ولا يضمن إنهاء الحرب، بحسب الرواية الإعلامية العبرية.
شروط إسرائيلية كاملة
وأوضحت "المصادر"، أن المقترح الأمريكي ينص على أن يعود جميع الأسرى إلى إسرائيل خلال أسبوع واحد، ما اعتبر بمثابة تبنى مطلق للشروط الإسرائيلية.
كما أفاد موقع "والا" الإسرائيلي، نقلًا عن مسؤول رفيع أن المقترح الجديد أكثر ميلاً لإسرائيل مقارنة بالاقتراحات السابقة، ولا يتضمن ضمانات أمريكية واضحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار "الموقع الإسرائيلي"، إلى أن المقترح لا ينص صراحة على استمرار التهدئة في حال تجاوزت المفاوضات فترة الـ 60 يومًا، لافتًا أن التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية تتجه للاعتقاد بأن "حماس" سترفض المقترح.
اتفاق أولي من جانب حماس
وفي المقابل، أكدت حركة "حماس" بأنها توصلت إلى تفاهم مع المبعوث الأمريكي ويتكوف حول إطار عام لاتفاق يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، مضيفة أن الاتفاق يتضمن تدفق المساعدات إلى القطاع، وتشكيل لجنة مهنية لتولي إدارة الشؤون المحلية فور الإعلان عن الاتفاق.
كما أوضحت "حماس" أن المقترح شمل إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين وتسليم جثامين، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، بضمانات من الوسطاء.
موافقة نتنياهو وموقف إسرائيل
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام عبرية، في وقت سابق، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين بموافقته على المقترح الأمريكي الذي قدمه ويتكوف.
وكشفت "القناة 12" العبرية، أن نتنياهو قال خلال اللقاء: "نوافق على قبول المقترح الذي وصلنا الليلة الماضية. حماس لم ترد بعد، ونحن لا نعتقد أنها ستفرج عن آخر رهينة، لذلك سنواصل القتال حتى القضاء على حماس، ولن نغادر القطاع قبل استعادة جميع الرهائن".
كما ذكرت "القناة 13"، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المفاوضات، تأكيده أن "إسرائيل تقبل بخطة ويتكوف، والقرار الآن في يد حماس".
بنود المرحلة الأولى
ووفقًا لما جاء في المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح تبدأ بإعلان وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن تسعة أسرى أحياء وثمانية عشر جثمانًا على مرحلتين خلال أسبوع.
كما يشمل الاتفاق على استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بإشراف الأمم المتحدة ومنظمات دولية، بالإضافة إلى إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين وفق آلية متبعة في مراحل سابقة.
وعلاوة على ذلك، ينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان متمركزًا فيها قبيل بدء عملية "عوز وحرب"، ما يعني استمرار وجوده في محور فيلادلفيا، لكنه سينسحب من محور موراغ، الذي وصفه نتنياهو سابقًا بـ"فيلادلفيا 2".
والجدير بالذكر أنه في حال موافقة إسرائيل بشكل رسمي على المقترح، فمن المقرر أن تعقد محادثات تقارب بين الأطراف في العاصمة القطرية الدوحة لاستكمال تفاصيل الاتفاق.