أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتها رسميًا بضرورة إخلاء مستشفى العودة الواقع في شمال القطاع، في خطوة تعد امتدادًا ممنهجًا لسلسلة الاعتداءات التي تطال البنية الصحية في غزة منذ بدء العدوان.
واعتبرت الوزارة أن هذا القرار يمثل إخراجًا قسريًا للمستشفى من الخدمة، وهو ما يُعد جريمة إضافية تضاف إلى سجل الاحتلال في استهداف المنظومة الصحية والمدنيين.
اقرأ أيضًا:
- الهلال الأحمر الفلسطيني يخلي 3 مرضى من مستشفى العودة المحاصر رغم الاحتجاز وإطلاق النار قرب سيارات الإسعاف (فيديو)
- نيران تلتهم مستشفى العودة في تل الزعتر وجمعية العودة تطلق مناشدة عاجلة لإنقاذ المرضى والطواقم ( فيديو)
إغلاق مستشفى العودة
وفي بيان رسمي صدر صباح اليوم، أكدت وزارة الصحة أن طلب الاحتلال بإغلاق مستشفى العودة يعد جزءًا من سياسة منظمة تهدف إلى تقويض ما تبقى من البنية الصحية المتداعية أصلًا، في ظل حرب إبادة غير مسبوقة تستهدف السكان المدنيين في القطاع المحاصر منذ أكثر من سبعة أشهر.
وأوضحت الوزارة أن العدوان أدى حتى اللحظة إلى سقوط أكثر من 182 ألف شهيد وجريح ومفقود، إلى جانب تدمير شبه كامل في كل مناحي الحياة الأساسية، وعلى رأسها القطاع الصحي.
مناشدة دولية
وأمام هذا التدهور الخطير، دعت وزارة الصحة الفلسطينية جميع الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، إلى التدخل العاجل من أجل توفير الحماية الفعلية للمنشآت الصحية والطواقم الطبية في غزة.
وشددت على ضرورة إلزام الاحتلال باحترام القوانين الدولية والإنسانية التي تكفل حماية المؤسسات الطبية أثناء النزاعات المسلحة، وتمنع استهدافها أو إغلاقها أو تعطيل خدماتها.
وأكدت الوزارة أن ما يجري في غزة يتجاوز الانتهاكات المعهودة، ويتحول إلى عملية تطهير ممنهجة تستهدف الإنسان الفلسطيني في حياته وصحته وكرامته، مشيرة إلى أن استهداف المستشفيات والكوادر الطبية يعكس انعدام أدنى درجات الالتزام من قبل إسرائيل بالمواثيق الدولية.
آخر ما تبقى في شمال غزة
وفي السياق ذاته، أفاد مستشفى العودة – الواقع في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة – بأنه يتعرض في هذه الأثناء لعملية "إجلاء قسري" تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المرضى والطواقم الطبية العاملة فيه.
وأوضح بيان صادر عن إدارة المستشفى أن الاحتلال أجبر جميع من في المستشفى على مغادرته، رغم أنه كان آخر منشأة صحية عاملة في شمال القطاع، ما يعني فعليًا أن المنطقة أصبحت خالية من أي خدمات طبية.
وأكدت إدارة المستشفى أن هذا الإجراء يفاقم الكارثة الإنسانية في شمال القطاع، حيث لم يعد بالإمكان تقديم أي نوع من الرعاية الصحية، لا للجرحى ولا للمرضى المزمنين أو الأطفال، كما حذرت من أن هذا الإجلاء القسري يعني موتًا بطيئًا لعشرات الحالات التي كانت تتلقى العلاج في المستشفى أو تنتظر فرصة للوصول إليه.