رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسميًا المقترح الذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة، مؤكدة أن المقترح بصيغته الحالية لا يحقق المطالب الجوهرية للفلسطينيين، ولا يتضمن أي ضمانات تمنع استئناف الاحتلال الإسرائيلي للعمليات العسكرية بعد انقضاء فترة الهدنة.
بند حاسم
وأكد مصدر مسؤول في الحركة، اليوم الجمعة، أن الرفض جاء نتيجة غياب بند حاسم ينص على التزام إسرائيلي بوقف دائم لإطلاق النار في حال فشلت المفاوضات.
اقرأ أيضًا:
- صدمة ويتكوف.. حماس تكشف كواليس المقترح الأمريكي الأخير وتحول موقف إدارة ترامب
- ما هي اعتراضات حماس على مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة؟ (تفاصيل)
وأوضح في تصريحات نقلتها وسائل إعلام دولية، أن حماس طلبت من الإدارة الأمريكية تقديم ضمان رسمي يؤكد أن إسرائيل لن تعود إلى القتال بمجرد انتهاء المهلة المحددة أو تعثر المحادثات السياسية.
وفي السياق ذاته، صرح عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم أن المقترح الأمريكي، الذي تم تسويقه على أنه خطة متوازنة لإنهاء الحرب، لا يلبي أيًّا من المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني، لا على المستوى السياسي ولا الإنساني.
تفاصيل الوثيقة المسربة
وفي تطور لافت، كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن نص المقترح الأمريكي، مستندة إلى وثيقة مسربة حصلت عليها وأكد صحتها مصدران مطلعان على مسار التفاوض.
وجاءت الوثيقة بعنوان: "إطار للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق نار دائم"، وتضمنت سلسلة من البنود التفصيلية التي تهدف إلى تنظيم وقف مؤقت للعمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى، بالتوازي مع مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
المرحلة الأولى من الاتفاق كما جاء في الوثيقة:
- وقف شامل لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمان مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
- تبادل تدريجي للأسرى بين حماس وإسرائيل:
- الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء.
- تسليم رفات 18 أسيرًا إسرائيليًا من قائمة تضم 58 اسمًا.
- يجري الإفراج عن نصف العدد في اليوم الأول من الاتفاق، بينما يطلق سراح النصف الثاني في اليوم السابع.
الانسحاب العسكري والمساعدات الإنسانية:
- إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي ميدانيًا، بحيث يبدأ أولًا من شمال القطاع ومنطقة ممر نتساريم، ثم يمتد إلى الجنوب، بناءً على خرائط يتم التوافق عليها مسبقًا.
- تقييد العمليات الجوية والاستطلاعية الإسرائيلية خلال التهدئة لتكون محصورة في 10 ساعات يوميًا، وترتفع إلى 12 ساعة في الأيام التي تتم فيها عمليات تبادل الأسرى.
- ضمانات لإدخال مساعدات إنسانية عبر قنوات معترف بها دوليًا مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، لتصل إلى المدنيين دون عوائق.
مفاوضات اليوم الأول وما بعد الهدنة
- في اليوم الأول من سريان التهدئة، تبدأ مفاوضات سياسية موسعة بمشاركة واشنطن والقاهرة والدوحة، تعنى بالترتيبات الأمنية والإنسانية لما بعد وقف إطلاق النار، وتشمل أيضًا:
- تبادل باقي الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.
- بحث مستقبل قطاع غزة، ومناقشة ما يعرف بـ "ترتيبات اليوم التالي"، أي إدارة المرحلة الانتقالية في القطاع.
بنود تبادل الأسرى الفلسطينيين:
- إطلاق سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا بالمؤبد.
- إطلاق سراح 1111 أسيرًا من غزة ممن تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر 2023.
- إطلاق سراح 180 جثمانًا لفلسطينيين استشهدوا داخل السجون أو الميدان، مقابل تسليم رفات الجنود الإسرائيليين.
- التأكيد على أن عمليات الإفراج تتم بهدوء تام وبدون احتفالات أو مظاهر احتفالية إعلامية.
شفافية تبادل المعلومات
تلزم الخطة حركة حماس بتقديم قائمة شاملة بمعلومات دقيقة عن كل الأسرى الأحياء والمتوفين المتبقين في قبضتها، وذلك في اليوم العاشر من بدء الهدنة، وفي المقابل، تلتزم إسرائيل بتقديم بيانات تفصيلية عن جميع الأسرى والمفقودين الفلسطينيين الموجودين في سجونها، بما فيهم المتوفين.
مدة المفاوضات والخيارات البديلة:
- تمنح الأطراف فترة زمنية تمتد إلى 60 يومًا لإتمام اتفاق دائم.
- في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال هذه المدة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار بشرط التزام الطرفين بالتفاوض "بحسن نية" دون تصعيد عسكري أو خرق للبنود الإنسانية.
الدور الأمريكي المرتقب
من المنتظر أن يقوم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بجولة مكوكية جديدة في المنطقة، لقيادة المشاورات النهائية مع الأطراف المعنية.
من جانبها، ستتولى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان رسميًا عن الاتفاق، حال التوصل إليه، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة ستضمن استمرارية التهدئة حتى التوصل إلى تسوية سياسية نهائية تنهي الحرب بشكل دائم.