أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، بأن العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عرضت حياة 54 مختطفًا للخطر، من بينهم 20 شخصًا فقدوا حياتهم جراء تلك العمليات.
وأوضحت "الصحيفة العبرية"، أن الجيش يدعي أنه يبذل قصارى جهده لمنع الأذى عن الرهائن، لكنه تسبب بشكل متكرر في تعريض حياتهم للخطر منذ بداية الحرب.
جهود الجيش لمعرفة مواقع الرهائن
كما أشارت "الصحيفة"، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ السابع من أكتوبر 2023 على تتبع مواقع الرهائن بانتظام، بهدف الحد من عمليات القصف قربهم، إلا أن تحقيقات "هآرتس" كشفت أن الحياة لـ54 رهينة كانت مهددة بسبب العمليات العسكرية، حيث قتل منهم 20 على الأقل، بعضهم نتيجة انفجارات وأعمال عسكرية مباشرة، وآخرون أعدموا على يد خاطفيهم نتيجة النشاط القتالي القريب من أماكن احتجازهم.
وأكدت "الصحيفة"، أن ثمانية من المختطفين الذين تم تحريرهم ضمن صفقة تبادل أسرى أخبروا بأن الجيش قصف المناطق التي كانوا محتجزين فيها، مستندة في بياناتها إلى مقابلات مع عائلات الرهائن والناجين من الأسر.
اعترافات الجيش وتحديات الحرب
وفي هذا الصدد، أوضح مصدر عسكري إسرائيلي، إن الجيش ألغى مئات الهجمات بسبب القلق من قرب مواقع الرهائن، لكنه أقر بأن تنفيذ ضربات "على مسافة آمنة" يتطلب معلومات واضحة عن مواقعهم.
كما كشف مصدر آخر، أن زيادة وتيرة إطلاق النار ترفع خطر إصابة الرهائن بسبب عدم توفر معلومات دقيقة عن أماكن وجودهم، وأن العمليات تستمر رغم هذه المخاطر.
ومن جانبه، لفت المتحدث العسكري إلى أن الحرب غير قابلة للتنبؤ، والمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمواقع الرهائن صالحة فقط للحظة ورودها، مع احتمالية تحرك المختطفين أو نقلهم مما يجعل الجيش "أعمى" استخبارياً.
حوادث وتغييرات في الإجراءات
والجدير بالإشارة أن التقارير الميدانية كشفت عن حوادث كثيرة، مثل مقتل ثلاثة رهائن حاولوا الفرار من خاطفيهم خلال هجوم للواء "غولاني" في الشجاعية، علاوة على وفاة رهينة يوسي شرابي في انهيار المبنى الذي كان محتجزًا فيه إثر هجوم صاروخي، وفقاً للصحيفة.
كما أبلغت عائلات الرهائن من قبل الجيش الإسرائيلي بأن بعض العمليات القتالية استهدفت مباني مجاورة لمواقع الرهائن، وأنه تم تغيير الإجراءات الأمنية استجابة لهذه الحوادث.
والجدير بالذكر أنه لا يزال 58 رهينة محتجزين في غزة، بينهم من هم على قيد الحياة، وتدرك عائلاتهم أن كل يوم يمر في الأسر قد يكون الأخير لهم، مع استمرار الشكوك حول جدية الإجراءات الإسرائيلية في حماية حياتهم، بحسب "هآرتس".