بقلم: ميسون كحيل
لا أُخفي توقعي بأن حركة حماس كانت ستُعلن موافقتها على خطة وقف إطلاق النار دون شروط، لكن ردها كان يحمل الكثير من التفاصيل والشروط الجديدة التي كان التركيز فيها على البقاء في الحكم كهدف رئيسي وأولوية تتقدم كل التفاصيل المزخرفة. ومن ناحية أخرى، فإن الحركة تعمل على شراء الوقت فقط كي تتمكن، على الأقل، من إعادة ترتيب وضعها وتوفير الظروف التي تهيئ لذلك. أما الملحق بهذا الهدف والمطلب فيأتي تاليًا، سواء كان حقن دماء أهل غزة أو إيقافًا مؤقتًا للموت المجاني قصفًا أو جوعًا.
إن التركيز على هدنة مع الاحتلال لسبع سنوات، والمطالبة بضمانة دولية وأمريكية، غطاء لرغبة حماس في البقاء في الحكم وتثبيت هذا البقاء، مهما كان الثمن من استمرار للحرب ودمار ما تبقى من القطاع، وسقوط عدد آخر من الشهداء والجرحى، واستمرار المعاناة الكارثية لأهل القطاع.
إذن، الهدف بعيد كليًا عن مصلحة القطاع وسلامة أهله كأولوية للمفاوضات التي تجريها حركة حماس على نار هادئة، غير مكترثة بالحالة الكاملة لما يمر به القطاع وأهله. وهي بذلك تقدم المبررات والحجج لإسرائيل على طبق من ذهب من أجل استمرار الحرب، وتمنح نتنياهو هدية قيّمة لم يكن ليتوقعها. وهنا، فإن الطرف الأمريكي المنحاز أصلًا سينحاز أكثر، وسيُعلن عن تحميل حماس مسؤولية رفضها لوقف إطلاق النار.
لقد كان على حركة حماس استغلال التغييرات الحاصلة على المواقف، خاصة الموقف الأوروبي، وقبول التعامل مع الطرح الأمريكي دون شروط، بطريقة أكثر ذكاءً تضمن فيه وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، حتى يتمكن أهل القطاع من تنفس الصعداء، ودخول المساعدات التي تمنح الناس جزءًا من الحياة ولو مؤقتًا. ثم عليها اتخاذ قرار وسطي طالما أنها تتوافق مع الاحتلال ضد السلطة، وهو تسليم الملف كاملًا للوسطاء للتعامل مع ملحق الاتفاق وما يجب أن يترتب عليه الوضع من تفاصيل أخرى تؤدي إلى وقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار وحماية الناس. وهذا ما يجب أن تعمل عليه حماس بعيدًا عن فكرة وهدف حكم غزة.
كاتم الصوت: استمرار سياسة حماس في العبث بحياة الناس سيحوّل القطاع إلى أنصار 3.
كلام في سرك: ستحاول حماس أن تبرر التلاعب بموافقتها على الاتفاق على أنها وافقت. وبعد سقوط عدد آخر من الشهداء، ستوافق.
رسالة: عليّ وعلى أعدائي، فهل تحوّل أهل القطاع إلى أعداء تحت حجة الحاضنة؟! احتفظ بالأسماء.