مجزرة جديدة.. كيف برر جيش الاحتلال استهداف المواطنين قرب مركز مساعدات برفح؟

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

في فصل جديد من فصول المأساة المستمرة في قطاع غزة، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، بإطلاق النار بشكل مباشر نحو مجموعة من المواطنين الفلسطينيين بالقرب من أحد مراكز توزيع المساعدات غرب مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع مجزرة جديدة بحق المدنيين العزل الذين كانوا يصطفون بانتظار المساعدات الغذائية.

بيان جيش الاحتلال

وفي بيان رسمي صدر عن الجيش الإسرائيلي، قال إن "قواتنا أطلقت النار بالقرب من مجمع لتوزيع المساعدات في غزة، بعد أن رصدت عدداً من الأشخاص الذين اشتبه بأنهم يشكلون تهديداً أثناء اقترابهم من الجنود المتمركزين هناك". 

اقرأ أيضًا:

وأضاف البيان: "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع قتلى في محيط مركز توزيع المساعدات في غزة، وقد فتحنا تحقيقاً في الحادث لمعرفة ملابساته".

وفي متابعة للواقعة، أفاد موقع "زمان إسرائيل" العبري بأن هذا الحادث الدموي يعد الثالث من نوعه خلال أيام قليلة، حيث أعلنت قوات الاحتلال مجدداً عن فتح تحقيق في واقعة إطلاق النار على فلسطينيين كانوا على بعد حوالي 500 متر من مركز توزيع المساعدات في منطقة رفح.

وأوضح الموقع أن تقارير واردة من داخل قطاع غزة تشير إلى مقتل 24 مواطناً على الأقل، بالإضافة إلى إصابة العشرات، بعضهم في حالات حرجة.

تعليق وزارة الصحة 

بدورها، أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الحصيلة الأولية للمجزرة الإسرائيلية في منطقة "العلم"، التي خصصت لتوزيع المساعدات الإنسانية غرب رفح، بلغت حتى الآن 24 شهيداً تم نقلهم إلى المستشفيات، إلى جانب عشرات الجرحى، منهم من وصفت حالاتهم بالخطيرة جداً، ما يرجح ارتفاع عدد الشهداء خلال الساعات القادمة.

وأثار الحدث موجة استنكار دولي، حيث عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته الشديدة إزاء الأنباء الواردة من غزة، وفي بيان صدر عنه مساء الاثنين، دعا غوتيريش إلى فتح "تحقيق مستقل" في مقتل العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، مشدداً على أن "من غير المقبول أن يُضطر الفلسطينيون للمخاطرة بحياتهم فقط من أجل تأمين الغذاء".

توزيع المساعدات 

وكانت "مؤسسة غزة الإنسانية" قد بدأت عمليات توزيع المساعدات في القطاع منذ السادس والعشرين من مايو الماضي، ووفقاً لتصريحات المؤسسة الأخيرة يوم الأحد، فإنها وزعت ما يزيد عن 6 ملايين وجبة غذائية حتى الآن. 

إلا أن هذه المؤسسة أثارت جدلاً واسعاً، خصوصاً بعدما رفضت الأمم المتحدة التعاون معها، مشيرة إلى أن مصادر تمويلها غير واضحة، وأنها لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية المعروفة، لا سيما مبدأ الحياد والاستقلالية في العمل الإغاثي.

ويأتي هذا التصعيد الدموي في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة منذ شهور، نتيجة الحصار المطبق والدمار الهائل الناجم عن العدوان الإسرائيلي المتواصل، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن جميع سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، باتوا عرضة لخطر المجاعة، وأن المساعدات التي سمح بدخولها مؤخراً لا تشكل سوى "نقطة في بحر" مقارنة بحجم الاحتياج الكارثي.

وكالات