سجن بثلاث وجبات يومياً.. خطة نتنياهو لتحويل رفح إلى معتقل جماعي؟

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.jpg
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.jpg

 

أفادت مصادر مطلعة وأوساط متابعة للاتصالات الجارية من قبل الجانب الأميركي، ضمن محاولاته لإنجاح ما يعرف بـ"المؤسسة والشركة الأمريكية" المختصة بمراكز الإغاثة وتوزيع المساعدات في قطاع غزة، بأن تلك الشركة محاطة بثلاث شركات يفترض أنها تعمل بالتنسيق معها داخل القطاع، علاوة على وجود تعاون فعلي مع ميليشيات تنشط بالقرب من نقاط توزيع المساعدات.

مخطط "المدن الخيامية" في رفح

وأوضحت "المصادر"، إن الهدف النهائي من سيناريو التوزيع، الذي ينسب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتمثل في تجميع كافة سكان قطاع غزة ضمن مساحة ضيقة من محافظة رفح، بحيث يتم تحويلها إلى ما يشبه "مدن خيام". 

وعلاوة على أن هذا السيناريو يهدد الأمن القومي المصري، فأنه يهيئ الأرضية أمنياً لفرض واقع جديد يمكن من خلاله التحكم الكامل في الدخول والخروج من تلك التجمعات، وصولاً إلى تحويلها إلى ما يشبه "أكبر سجن في التاريخ البشري"، تقدم فيه ثلاث وجبات يومياً، وتتكفل بتمويله دولة عربية محددة.

مواجهة أميركية – إسرائيلية خلف كواليس الإغاثة

وفي ظل المعركة الميدانية المتعلقة بملف المساعدات، بين الإدارة الأميركية وطاقم بنيامين نتنياهو، فأن نتنياهو يحمل تصوراً محدداً يهدف إلى تقليص نطاق عمل المؤسسة الأميركية وتكثيف المساعدات في الثلث الجنوبي من القطاع، وتحديداً في رفح، فيما تسعى الإدارة الأميركية إلى توسيع نطاق مراكز التوزيع والخدمات بالتنسيق مع الشركات المرتبطة بالمؤسسة.

وفي هذا الصدد، تعمل حكومة نتنياهو على إفشال عمل الشركة الأميركية في بقية أنحاء القطاع، لضمان تركز العمليات الإغاثية في رفح فقط، وهو ما ينسجم مع أهدافه الأمنية والاستراتيجية.

احتمال انسحاب أميركي من ملف التوزيع

وكانت المصادر الأميركية قد وصفت الوضع بـ"التدخلات الإسرائيلية الفجة"، وتقوم الإدارة الأميركية جدياً بدراسة إمكانية التراجع عن الانخراط في عملية توزيع المساعدات، فقد تكرر فشل التجربة ثلاث مرات على الأقل حتى الآن، وهو ما دفع بواشنطن إلى إطلاق مراجعة شاملة للآلية الحالية ولسير عمل المؤسسة الأميركية، وسط احتمالات مفتوحة أمام خلية الأزمة الداعمة للمؤسسة، والتي قد تُصدر قرارها خلال اليومين المقبلين.

تمويل خليجي وتوترات سياسية

وبالتزامن مع تلك التطورات، تتصاعد الخلافات والنقاشات بين البيت الأبيض والمجلس الوزاري المصغر الذي يقوده نتنياهو، بشأن آليات توزيع المساعدات المقترحة من الطرف الإسرائيلي، وتشير التسريبات إلى أن هناك دولة خليجية عربية، هي التي خصصت مبلغ 100 مليون دولار لدعم نجاح مهمة المؤسسة الأميركية، ما يثير مزيداً من الجدل حول أهداف هذا التمويل ودوره في دعم خطة توزيع المساعدات المثيرة للجدل.

والجدير بالذكر أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح بشأن آلية جديدة لتوزيع المساعدات حتى الآن، إلا أن السيناريوهات قيد الدراسة، والإدارة الأميركية تمضي في مراجعة دقيقة وشاملة لما يجري على الأرض.

صحيفة رأي اليوم