قائمة الاغتيالات الإسرائيلية تتسع.. تهديدات جديدة تطال 4 قيادات من حماس في الداخل والخارج

خليل الحية
خليل الحية

في تصعيد جديد ضمن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل ضد قيادات حركة "حماس"، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن توسيع قائمة الأهداف لتشمل شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، بعد أن سبقها تهديد مباشر أطلقه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس ضد اثنين من قادة الحركة هما: عز الدين الحداد وخليل الحية.

قائمة الاغتيالات 

ووفق ما أوردته صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان "هؤلاء هم كبار قادة حماس في مرمى الجيش الإسرائيلي"، فإن قائمة الأهداف التالية تشمل أسماء مثل أسامة حمدان وسامي أبو زهري، إضافة إلى الحداد والحية، اللذين أصبحا منذ أيام على رأس سلم أولويات التصفيات الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا:

ويأتي هذا الإعلان بعد تنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات بارزة في الحركة، أبرزهم إسماعيل هنية، يحيى السنوار، محمد السنوار، ومحمد الضيف، والتي شكلت ضربة قوية للبنية القيادية للحركة، وخاصة جناحها العسكري "كتائب القسام".

الهدفان المقبلان

وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" قد أصدرا بياناً مشتركاً مطلع الأسبوع، أكدا فيه أن الحداد والحية هما "الهدفان المقبلان"، وجاء هذا التصريح بعد عملية استهدفت نفقاً أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس قبل نحو ثلاثة أسابيع، ألقي خلالها أكثر من ثمانية أطنان من المتفجرات، وأسفرت – بحسب الرواية الإسرائيلية – عن مقتل محمد السنوار الذي تولى قيادة الجناح العسكري للحركة بعد مقتل شقيقه يحيى السنوار، إلى جانب محمد شبانة قائد لواء رفح، ومهدي كوارع قائد كتيبة جنوب خان يونس.

ورغم أن عز الدين الحداد نجا من ذلك الهجوم، إلا أن فشل عدة محاولات لاغتياله جعلت منه شخصية يشار إليها بلقب "الشبح" داخل الأوساط الإسرائيلية، وكانت آخر محاولة لاستهدافه قد وقعت في فبراير الماضي. 

وفي سياق الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد الحركة، نشر الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع "الشاباك" صورة للحداد وضعت عليها إشارة الموت، وكتب عليها بالعربية: "الحداد سيلتقي رفاقه هنية والضيف والسنوار".

قيادات حماس في الخارج

أما أسامة حمدان، الذي يقيم حالياً بين لبنان وقطر، ويشرف على مفاوضات الحركة مع الوسطاء، فهو يعد من الشخصيات السياسية البارزة في "حماس"، وسبق أن تولى رئاسة التنظيم في لبنان، ويكثف حمدان في الآونة الأخيرة ظهوره الإعلامي بصفته المتحدث الرسمي باسم الحركة في سياق الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

كذلك يدخل في دائرة التهديد الإسرائيلي سامي أبو زهري، المتواجد حالياً في الجزائر، ويعرف بمشاركته المكثفة في وسائل الإعلام العربية والدولية، إضافة إلى خليل الحية، الذي يعد في هذه المرحلة القائد السياسي الأبرز داخل الحركة، ويتولى حالياً إدارة ملفات تنظيمية مركزية، في ظل غياب رئيس رسمي للحركة في غزة بسبب الاغتيالات.

وفي بيان تهديدي جديد، عاد يسرائيل كاتس ليكرر مساء السبت تصريحاته قائلاً: "عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج – أنتما التاليان في القائمة"، وأضاف محذّراً: "يد إسرائيل الطويلة ستطال كل من شارك في المجازر والفظائع التي ارتكبت يوم 7 أكتوبر، في أي مكان كانوا فيه، سواء قريباً أم بعيداً".

من هما الحداد والحية؟

ويحمل الحداد، المعروف بلقبه "أبو صهيب"، موقعاً بارزاً كقائد لواء مدينة غزة التابع لكتائب القسام، ويعد أحد أقدم القيادات العسكرية في الحركة، وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه بعد اغتيال القادة العسكريين الكبار، أصبح الحداد المسؤول الفعلي عن الجبهة الشمالية من القطاع، مما يجعله من أهم الأهداف العسكرية حالياً.

أما خليل الحية، الذي يعرف بلقبه "أبو أسامة"، فهو نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، ويعد من الشخصيات الأكثر تأثيراً في القرار السياسي للحركة، ويقيم حالياً في الدوحة، عاصمة قطر، ويقود المفاوضات السياسية، ما يجعل التهديد باغتياله يشكل خرقاً خطيراً لسيادة دولة تلعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، وهو ما قد يفتح باب توتر دبلوماسي واسع النطاق.

وفي ظل هذا التصعيد، يتضح أن إسرائيل لا تكتفي بإضعاف القيادة العسكرية للحركة، بل باتت تستهدف أيضاً رموزها السياسية والإعلامية في الخارج، في محاولة لإضعاف قدرات "حماس" التنظيمية والتفاوضية. 

لكن في المقابل، ترى قيادات الحركة أن هذه السياسة لن تزيدها إلا تمسكاً بخياراتها، في ظل ما تعتبره "حرب إبادة ممنهجة" ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة.

وكالات