هو في الله حقًا؟

لقطة
لقطة

بقلم: ميسون كحيل

نشأنا في كنف الوالدين، وتربّينا على العدل والحق ورفض الظلم. في المدارس علّمونا التاريخ والبطولات والغزوات والدعوة إلى الدين. أفهمونا أننا الحقيقة، أننا على صواب، وأننا نحن فقط المؤمنون، بينما الآخرون كفّار. رسّخوا فينا رفض الآخر عندما يتعلق الأمر بالدين، وعلّمونا أننا الوحيدون الذين سيدخلون الجنة، وأما البقية فإلى جهنم وبئس المصير.

قالوا لنا: اصبروا وصابروا ورابطوا. ونقلوا لنا ذلك من كتاب الله الكريم، بمعنى أن نتحمّل الصعاب ونقبل بالظلم بالثبات على إيماننا، وعلى مواجهة الخطر بالتمسّك بالدين. ووعدونا بالفلاح والسرور في الدنيا والآخرة. فلا رأينا الفلاح في الأولى، ولا نعلم شيئًا عن الثانية!

قالوا لنا أيضًا إن المظلوم، مهما تعرّض للظلم، عليه أن يلجأ إلى الله بالدعاء، فدعاء المظلوم مستجاب كما يُقال، وأن هذا الدعاء هو سبيله الوحيد وسلاحه وطريقه، وأن الله لا يحب الظالمين، وسيجعلهم يندمون على أعمالهم وأفعالهم. بينما الواقع مختلف؛ فالظالم يزداد قوّة وانتصارًا، ويتمكّن أكثر من تحقيق مآربه.

قطاع غزة وأهله، المظلومون، لم يتركوا دعاءً ولا وسيلة للتواصل مع الله، فزادهم الوضع دمارًا وخرابًا وفقدًا وقهرًا وظلمًا وعطشًا وجوعًا. فهل هذا تجربة من الله؟
وهل لا يوجد شعب غير الشعب الفلسطيني يكون حقل تجارب... حتى من عند الله؟
وأما الظالمون فيزدادون انتصارًا وتحقيقًا لأهدافهم... من الله أيضًا؟
هل الأمر كله يتعلق بالآخرة؟، هل مطلوب منّا أن نتعذّب ونُهان وتُهدَر كرامتنا من أجل الآخرة؟، يا الله... لماذا جعلتنا نصل إلى نقطة نسأل فيها أنفسنا: "هو في الله حقًا؟"

كاتم الصوت: أستغفر الله رب العالمين، ولا إله إلا الله، الحيّ القيّوم.

كلام في سرك: يا ربّ، أُغلقت الأبواب إلا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوّة إلا بك.

رسالة: يا الله... هل سيدخل الجنّة الداعمون والمستقبلون بحفاوة للشيطان؟ والمتبرّعون لأعدائنا بمليارات المليارات؟ هل سيدخل هؤلاء الجنة؟ احتفظ بالأسماء.

 

البوابة 24