أفاد تحالف "محامون من أجل فلسطين" في سويسرا (ASAP)، بأن الغالبية الساحقة من العاملين في مؤسسة "غزة الإنسانية" ينتمون إلى الجيش والاستخبارات الأمريكية، محذرًا من أن هدف المؤسسة يتجاوز إيصال المساعدات، ليصل إلى جمع بيانات حساسة تمكّن من السيطرة على غزة لاحقًا.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس التحالف، ماجد أبو سلامة، في منشور على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أن "غزة الإنسانية" تعمل بالتعاون مع شركة أمنية تدعى "حلول الوصول الآمن" (Safe Reach Solutions)، وهي شركة توظف حاليًا عسكريين أمريكيين سابقين وعناصر أمن واستخبارات بصريين، بعقود تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر، وبأجور تصل إلى ألف دولار يوميًا، وذلك بغرض جمع معلومات تسهّل إدارة غزة أو السيطرة عليها.
طائرات مراقبة وغرف رصد
ولفت "أبو سلامة"، إلى أن المواطنين في غزة يُفاجأون، عند وصولهم لمواقع توزيع المساعدات، بانتشار كثيف لطائرات المراقبة "كواد كابتر" وغرف الرصد المحيطة بالمكان، لا سيما في منطقة رفح.
واعتبر "أبو سلامة"، أن أحد أبرز أهداف هذه الأنشطة الأمنية هو مراقبة سلوك السكان المنهكين ورصد ردود أفعالهم، علاوة على جمع صور رقمية وهويات إلكترونية لتحديد عناصر حماس والمسلحين الفلسطينيين.
وشدد "أبو سلامة"، على أن موظفي المؤسسة يملكون خبرات متقدمة في العمل الميداني الاستخباراتي وتحليل المعلومات البصرية، وأن جزءًا من مهامهم يتمثل في منع دخول المسلحين إلى مواقع توزيع المساعدات، ما يعكس الطابع الأمني والعسكري الخفي للمؤسسة.
تراخيص أمريكية ونشاطات في عدة دول
وفي السياق ذاته، أوضح "أبو سلامة"، أن المؤسسة لا تقتصر على نشاطها في سويسرا، بل لها تسجيلات قانونية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن شركاء التحالف في "مؤسسة ترايل" (Trial International) تقدموا مؤخرًا بدعويين قضائيتين لدى جهات سويسرية رسمية لمراقبة أنشطة المؤسسة والتحقيق في طبيعة عملها.
وشدد "أبو سلامة"، على أن تحالف "محامون لأجل فلسطين" يعمل على أعلى المستويات لكشف دور المؤسسة المثير للجدل، ومنعها من التغلغل داخل المنظمات الإنسانية المعترف بها دوليًا، لا سيما في ظل ما وصفه بـ"المنظور الصهيوني" الذي يسعى إلى تطهير الفلسطينيين من أرضهم وتسليح كل ما يمكن استخدامه ضدهم.
تحركات قانونية وتحذير من "خيانة إنسانية"
كما كشف "أبو سلامة"، أن التحالف بصدد تزويد جهات قانونية بمعلومات حساسة، لردع ما وصفه بـ"قطاع الطرق العالميين" عن التغلغل في قطاع غزة خلال هذه المرحلة الحرجة، مؤكدًا أن مؤسسة "غزة الإنسانية" تعمل بترخيص عسكري أمريكي، وأن أي تعامل من قبل مؤسسات رسمية مع هذه الجهة يعد خيانة للعمل الإنساني والقانون الدولي، بل وخيانة للإنسان الفلسطيني نفسه.
وطالب "أبو سلامة"، بضرورة كشف وفضح تواطؤ هذه المؤسسة، خاصةً في ظل المجازر والفوضى اليومية التي تعم قطاع غزة وتزيد من تقويض السلم الأهلي.
"رصيف عائم" مشبوه
وأشار "أبو سلامة"، إلى مشروع "الرصيف العائم" على شاطئ غزة، موضحًا أن مديره التنفيذي هو ناثان موك، الذي شغل في السابق منصب المدير التنفيذي لـ"المطبخ العالمي". وتعمل هذه المبادرة تحت مظلة مؤسسة أخرى تُدعى "المساعدات الإنسانية البحرية"، مسجلة بدورها في سويسرا، والتي يُعتقد أن لها صلة مباشرة بعمليات التوزيع الحالية للمساعدات.
والجدير بالذكر أن إسرائيل بدأت يوم 27 مايو بتنفيذ خطة لتوزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تحظى بدعم مباشر من تل أبيب وواشنطن، وذلك بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، وتتم هذه العمليات في مناطق تعرف بالعازلة جنوبي قطاع غزة.