في تصعيد مروع للأحداث في جنوب قطاع غزة، استقبل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح صباح اليوم 184 إصابة جماعية في أعقاب حادثة إطلاق نار جديدة وقعت بالقرب من نقطة توزيع مساعدات إنسانية.
وأكدت إدارة المستشفى، الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 60 سريرًا، أن من بين المصابين 19 شخصًا وصلوا وقد فارقوا الحياة، فيما توفي 8 آخرون بعد وقت قصير من وصولهم متأثرين بجراحهم. وأشارت الطواقم الطبية إلى أن غالبية الإصابات كانت ناجمة عن طلقات نارية مباشرة، وأن جميع المصابين أكدوا أنهم كانوا يحاولون الوصول إلى موقع توزيع للمساعدات عند وقوع إطلاق النار.
وخلال أسبوع واحد فقط، تعامل المستشفى الميداني مع خمس حوادث إصابات جماعية، أربع منها خلال الأيام الأربعة الماضية، مما يسلط الضوء على التدهور الخطير في الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.
وقال مصدر طبي في المستشفى إن عدد الإصابات اليوم هو الأعلى منذ بدء عمل المنشأة قبل أكثر من عام، مما أدى إلى إرهاق الطواقم الطبية وتجاوز الإمكانيات المحدودة للمستشفى بشكل خطير.
وتواجه الطواقم تحديات متزايدة في ظل عدم القدرة على تجديد الإمدادات الطبية بالسرعة اللازمة لمواكبة هذا العدد الكبير من الجرحى، ما يعمّق من أزمة الرعاية الصحية في رفح، ويهدد حياة المصابين.
وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التبعات الخطيرة لهذا التدهور المتسارع، مؤكدة أن تكرار هذه الحوادث وتواترها في الآونة الأخيرة يعكس "واقعاً مروعاً يُجبر المدنيين في غزة على تحمّله"، بحسب تعبيرها.
ودعت اللجنة مجددًا إلى احترام المدنيين وحمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن "السعي للحصول على الغذاء لا يجب أن يتحول إلى خطر على الحياة". كما شدّدت على ضرورة السماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها إلى القطاع.
