غزة - فلسطين - البوابة 24
🖋️بقلم/ الإعلامي/ عاطف صالح المشهراوي
جاء عيد الأضحى المبارك، وكل شعوب العالم الإسلامي والعربي يحتفلون به بكل البهجة والفرحة الغامرة، وهم يتمتعون بالأمن والأمان والطمأنينة والسلام، إلا نحن هنا في غزة هاشم نستقبل هذا العيد في أحلك الظروف وأوجعها ..
أقبَل علينا العيد باهتاً وثقيلاً ومرعباً من أثر صوت صرخات الأمهات على أطفالهن الشهداء الذين كانوا يحلمون بقدوم العيد ليشتروا الملابس الجديدة، ويأكلون كعك العيد الذي يصنعه أمهاتهم.
يأتي علينا العيد باهتاً، فلم تبقِ الحرب شيئاً من شكله القديم أو لونه المعهود بالفرحة والبهجة والفرح والسعادة التي كنا نراها مرسومة على وجوه أطفالنا التي حرموا منها .
لقد حرمتهم آلة الحرب الإسرائيلية من كل مظاهر هذه الفرحة، فلماذا نحرمهم نحن من مجرد شعور سعادةٍ يمكن أن يعيشوها مقابل فستان منقوش مطرز ، أما نحن فنسأل الله أن يخلصنا من مأساتنا ومن انطفاءة الروح التي نعيشها .
ياتي علينا عيد الأضحى المبارك، لا فرحة ولا ضحكات صاخبة ولا ملابس جديدة، حتى التهاني فيه تبدو ثقيلة على ألسنة الغزيين، فلا مساجد لأداء صلاة العيد بعد أن طالتها آلة الدمار والخراب وآلة الحرب الإسرائيلية .
حتى الزيارات الاجتماعية وصلة الأرحام باتت محدودة جداً، فارتفاع أسعار الوقود ضاعف من أجرة المواصلات العامة، كما أنه قلل من توفر المركبات التي يحتاجونها للتنقل بين أقربائهم في ظل القصف والدمار والقتل المتواصل .
والله يا أحبابي كم نحن بحاجة للحظة فرح وسعادة تغمر قلوبنا ..
كم نحن بحاجة لمن يواسينا في كل مصائبنا ..
كم نحن الآن بحاجة إلى من يقف معنا ليواسينا بشهدائنا وبيوتنا ومستشفياتنا ومرافقنا التي دمرت تدميراً كاملاً وشاملاً ..
كم نحن الآن محتاجون لمن يواسينا بأحزاننا وآلامنا وآهاتنا وأوجاعنا، فقلوبنا حزينة ونفوسنا مرهقة وأرواحنا متعبة وأفكارنا مشتتة، نفكر في كل لحظة بأن يجبرنا الله سبحانه وتعالى بإزاحة هذا الكرب الذي نحن فيه وانتهاء الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، ولم يتبقى لنا سوى البعض من أحبتنا الذين يواسونا ويدعون دائماً لنا بأن نستعيد عافيتنا وحلو حياتنا .
كل عام وانتم أحبابي بألف خير