أبدت إسرائيل ارتياحها لظهور أول ميليشيا مسلحة مناوئة لحركة "حماس" في قطاع غزة، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل بداية فعلية لانهيار سلطة الحركة على الأرض.
ووفقًا لما ذكرته القناة 14 العبرية وهيئة البث الإسرائيلية، فأن المجموعة المسلحة التي يتزعمها ياسر أبو شباب تشكل أول كيان مسلح معادي لحماس يعلن عن نفسه في القطاع.
وعلى الرغم من إعلان "أبو شباب"، تبعيته لحركة "فتح"، إلا أن الأخيرة لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن تلك العلاقة.
ومن جانبها، نشرت حركة حماس تسجيلاً مصوراً يظهر عملية تفجير أودت بحياة عدد من السكان المحليين في القطاع، مشيرة إلى أنهم أعضاء في قوة مسلحة محلية تعاونت مع الجيش الإسرائيلي.
من هو ياسر أبو شباب؟
والجدير بالإشارة أن ياسر أبو شباب، الذي ينتمي إلى قبيلة الترابين البدوية الناشطة في غزة وسيناء والنقب، يعتبر شخصية محلية مثيرة للجدل من سكان رفح.
ووفقًا لما ذكرته مصادر إسرائيلية، فإن "أبو شباب" كان تاجر مخدرات قبل اندلاع الحرب، وسبق أن قضى عقوبة بالسجن لدى حركة حماس بتهمة العمالة لإسرائيل.
كما تتهمه حماس، وكذلك كبار مسؤولي الأمم المتحدة، بقيادة مجموعة تستغل سيطرتها على بعض المناطق لنهب شاحنات المساعدات، فيما يرى آخرون أنه يحاول منع حماس من السيطرة على تلك المساعدات.
وبحسب المعلومات المتداولة، فأن ميليشيا "أبو شباب"، شاركت في تأمين قوافل الإغاثة الإنسانية القادمة من معبر كرم أبو سالم، فيما تقدر القوة الفعلية لجماعته المسلحة بما يتراوح بين عشرات إلى بضع مئات من العناصر.
تنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي؟
ويشار إلى أنه بعد غياب طويل عن المشهد، عاودت ميليشيا "أبو شباب" في الظهور، 10 مايو الماضي، وذلك بالتزامن مع استئناف دخول شاحنات الإغاثة إلى القطاع. وجرى رصدهم في مناطق لا يعمل فيها سوى الجيش الإسرائيلي، مما يعزز التقديرات حول وجود تنسيق مباشر أو غير مباشر بين الطرفين.
كما أفادت تقارير عبرية، بإن رجال أبو شباب قد ساعدوا في تشغيل وتأمين مجمعات توزيع المساعدات التي أنشئت مؤخراً بتمويل أمريكي وإسرائيلي جنوب القطاع، وسط سعي واضح من تل أبيب لاستخدام الميليشيات المحلية لإضعاف سيطرة حماس.
خطاب علني ووعود بالحماية
وفي رسالة مصورة بثها على العلن، زعم ياسر أبو شباب أنه يعمل بتوجيهات السلطة الفلسطينية في رفح، لافتًا إلى تشكيل قوة تهدف لحماية المواطنين الفلسطينيين من "إرهاب حكومة الأمر الواقع"، في إشارة إلى حماس.
كما ناشد "أبو شباب"، سكان شرق رفح بالعودة إلى منازلهم، متعهداً بتوفير المأوى والغذاء، مشددًا على أن قواته توزع المساعدات مجانًا.
كما ظهر رجال الميليشيا وهم ينصبون خياماً ويوزعون مساعدات على العائلات، داعين وسائل الإعلام للتوجه إلى أماكن تواجدهم لمتابعة أنشطتهم.
من يقف خلف ميليشا أبو شباب؟
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر مقربة من حماس، أن الميليشيا تضم نحو 300 عنصر، بينهم 50 جندهم "أبو شباب" بنفسه، والبقية استقطبوا عن طريق جهاز استخبارات السلطة الفلسطينية، وبعضهم ينتمي إلى "كتائب شهداء الأقصى" الذين تم دمجهم سابقًا ضمن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في غزة، قبيل انقلاب حماس في عام 2007.
كما أوضحت "التحقيقات" التي أجرتها حماس مع بعض عناصر الميليشيا، أن كل فرد كان يتقاضى راتبًا شهريًا يصل إلى 650 دولارًا، مع زيادات إضافية، فيما وجهت إلى بعضهم تهم تتعلق بالقتل والسرقة والسطو المسلح خلال فترة الحرب، فضلاً عن انتماء بعضهم إلى فصائل سلفية متطرفة.
وفي حادثة لافتة، هاجم أحد أعضاء الجماعة على مجموعة من عناصر حماس في شمال مخيم النصيرات، ما أسفر عن مقتل عدد منهم والاستيلاء على معداتهم العسكرية.