ويتكوف في الطريق والقاهرة تُعدّل المسار.. لا وساطة بلا نتائج

نتنياهو، ويتكوف، ترامب
نتنياهو، ويتكوف، ترامب

أكد دبلوماسيون مصريون لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من المقرر أن يزور القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، لكن لم يُحدَّد بعد الموعد الدقيق للزيارة.

ورغم بدء التحضيرات لهذه الزيارة، كشفت مصادر مصرية مطلعة على مجريات المفاوضات أن العملية التفاوضية وصلت إلى واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، موضحة أن القاهرة لم تعد ترى جدوى في الاستمرار بمسار تفاوضي يتكرر بطريقة عبثية، في ظل تعنت إسرائيلي مستمر. ووفق المصادر، فإن الجانب الإسرائيلي لا يدخل المفاوضات بنية حقيقية للحوار، بل يسعى لفرض شروط مسبقة، في وقت تستغل فيه الولايات المتحدة هذه الجولات كمظلة لفرض وقائع جديدة على الأرض قبل العودة لطاولة المفاوضات بشروط مختلفة.

وأضافت المصادر أن غياب مبادرات أميركية جادة أو ضغوط ملموسة على إسرائيل دفع مصر إلى إعادة النظر في تقييمها لمدى التزام واشنطن بإنهاء الحرب، وهو ما انعكس على توجه جديد في السياسة المصرية، يتمثل في العمل بشكل أكثر استقلالية دون انتظار دور أميركي فاعل، بعد أن كانت القاهرة تعتبر الغطاء الأميركي سابقًا ضرورة لدفع تل أبيب نحو تنازلات حقيقية.

ويرى المسؤولون المصريون أن إسرائيل تستفيد من الانقسامات الأوروبية والانحياز الأميركي لصالحها لتعزيز رواية "استعادة الرهائن"، واستخدامها لتبرير العمليات العسكرية. واعتُبر إعلان تل أبيب مؤخرًا عن استعادة جثتين من الأسرى جزءًا من استراتيجية تعبئة داخلية لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بضرورة استمرار الحرب، ودعم خطاب الحسم الشامل، حتى لو أدى إلى تصعيد جديد لا يحمل أي أفق سياسي.

بالتوازي مع ذلك، تسعى مصر إلى ضمان استقرار حدودها الشرقية مع قطاع غزة، وتعمل على إعادة تنظيم منظومتها الأمنية في تلك المنطقة. وذكرت المصادر أن مصر أبلغت إسرائيل بهذه الخطوات، التي تتجاوز مجرد تأمين الحدود، باتجاه تعزيز السيطرة الكاملة على الشريط الحدودي، ومنع جرّ سيناء إلى صراع مفتوح. وتشمل هذه الخطة برامج تدريب مكثفة في وسط سيناء، في إطار ما وصفته المصادر بـ"مرحلة جديدة من العمل الاستراتيجي الضروري" لحماية الأمن القومي المصري.

البوابة 24