تشهد الأيام الأخيرة حراكًا دبلوماسيًا متسارعًا في محاولة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، وسط جهود مكثفة من الوسطاء الإقليميين والدوليين، على رأسهم الولايات المتحدة ومصر.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، مساء الخميس 31 يوليو 2025، عن مصادر داخل حركة "حماس" وخارجها، أن اتصالات مكثفة تجري في اليومين الماضيين بهدف دفع الحركة وإسرائيل للعودة إلى طاولة التفاوض. وأشارت المصادر إلى أن جولة مفاوضات جديدة قد تُعقد خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل ضغوط مستمرة يمارسها الوسطاء على الطرفين.
وفي هذا السياق، أوفدت الإدارة الأمريكية مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل جولة محادثات جديدة تهدف إلى كسر الجمود. وكانت إسرائيل قد قدمت ردها الرسمي على المقترحات الأخيرة التي طرحتها "حماس" في جولة المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة.
ووفقًا للمصادر، يسعى الوسطاء حاليًا إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وترميم الفجوات التي أعاقت الوصول إلى اتفاق خلال الجولات السابقة. ومع ذلك، وصفت المصادر الأجواء العامة بـ"الصعبة جدًا"، مشيرةً إلى أن قيادة "حماس" تتعرض لضغوط كبيرة من دول وجهات عدة، بعضها تربطها علاقات بالحركة.
وفي تطور لافت، توجه وفد قيادي من "حماس" إلى تركيا خلال الأسبوع الجاري لإجراء مشاورات موسعة داخلية، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع مسؤولين أتراك وقيادات من فصائل فلسطينية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أنه في حال تحقق تقدم ملموس في المشاورات الجارية، فإن مصر قد توجه دعوات رسمية للفصائل الفلسطينية من أجل التباحث مجددًا في القاهرة مع جهاز المخابرات العامة حول سبل التهدئة والعودة للمفاوضات.
في غضون ذلك، تحاول "حماس" الربط بين تحسين آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتأمينها بشكل فعّال، وبين استئناف المفاوضات، وهو ما دفع الوسطاء إلى ممارسة مزيد من الضغط على الحركة لمنع وضع شروط مسبقة. وبالمقابل، نقلت رسائل مشابهة إلى إسرائيل، التي لوّحت بإمكانية ضم أجزاء من قطاع غزة، لاسيما في المنطقة العازلة التي تسعى إلى توسيعها على طول الحدود الشرقية والشمالية.
يأتي هذا التطور بعد خطاب ألقاه عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، قبل أيام، وجه فيه انتقادات لاذعة لما وصفه بـ"خذلان غزة"، داعيًا القيادتين المصرية والأردنية إلى التدخل العاجل لحماية القطاع من المجاعة والانهيار الإنساني.