تحاول إسرائيل إلى توسيع نموذج الميليشيات المحلية في قطاع غزة، في محاولة لإيجاد بديل عن حكم حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية، في إطار ما يُعرف بمعادلة "لا حماسستان ولا فتحستان" التي كرّرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الجيش بدأ بتجربة دعم ميليشيا بدوية بقيادة ياسر أبو شباب في منطقة رفح جنوب القطاع، حيث تم تزويدها بأسلحة، بعضها صادر من "حماس"، بحجة حماية قوافل المساعدات. وتؤكد مصادر أمنية إسرائيلية أن هذه التجربة ناجحة، ويتم التفكير حالياً في توسيعها إلى مناطق أخرى.
اللافت أن هذه الخطوة تمت دون الرجوع إلى "الكابينت" الإسرائيلي، وبتنسيق مباشر من الأجهزة الأمنية وموافقة نتنياهو، الذي دافع عنها باعتبارها وسيلة لحماية الجنود الإسرائيليين وتقليل الخسائر في صفوفهم.
ويواجه هذا التوجه رفضاً شديداً من "حماس"، التي تعتبر عناصر هذه الميليشيات متعاونين مع الاحتلال، وتوعّدت باستهدافهم. وقد نشرت الحركة مقطع فيديو يُظهر تفجير مبنى قيل إن عناصر الميليشيا كانوا يعملون فيه بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
وتشير التقديرات إلى أن هذه المجموعة تضم نحو 300 عنصر، مع توقعات بزيادة العدد إذا استمرت الخطة. ويبدو أن إسرائيل تسعى من خلالها إلى خلق سلطة محلية بديلة، تفرض الأمن في المناطق التي "تُطهّر" من عناصر المقاومة، وتسهم في تهيئة واقع ميداني جديد في غزة.
وترفض إسرائيل أي حلول خارجية لإدارة القطاع، سواء من قبل السلطة الفلسطينية أو جهات دولية، مفضّلةً ما تصفه بـ"الحل من الميدان" عبر تشكيل كيانات محلية مسلّحة تتبع لتوجهاتها، في إطار خطة طويلة الأمد قد تُفضي إلى احتلال دائم للقطاع وقطع الطريق على مشروع حل الدولتين.