الأمم المتحدة تكشف ممارسات جيش الاحتلال لتدمير جميع سبل الحياة في غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة واشتداد الحصار المفروض على سكانه، أصدرت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة تقريراً صادماً يدين فيه الممارسات العسكرية الإسرائيلية، ويصفها بأنها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، أكدت اللجنة أن الجيش الإسرائيلي دمر بشكل ممنهج النظام التعليمي في قطاع غزة، واستهدف أكثر من نصف المنشآت الدينية والثقافية، ضمن هجوم موسّع اعتبرته اللجنة استهدافًا مباشراً للشعب الفلسطيني ككل.

اقرأ أيضًا:

تدمير ممنهج

وأوضحت اللجنة أن الهجمات الإسرائيلية شملت قصف المدارس، بما فيها تلك التي كانت تستخدم كملاجئ للنازحين، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الذين لجؤوا إليها بحثًا عن الأمان.

كما لفت التقرير إلى أن أكثر من 50% من المواقع الدينية والثقافية في غزة، بما في ذلك المساجد والكنائس والمكتبات، قد تم تدميرها أو تضررت بشكل كبير، ما يعد وفقاً للقانون الدولي استهدافاً للتراث الثقافي والديني لشعبٍ بأكمله.

ووصفت اللجنة هذا السلوك بأنه "جزء من هجوم واسع النطاق ضد الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أن ما تم توثيقه حتى الآن يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.

القطاع الصحي ينهار

ويأتي هذا التقييم الأممي في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه المعاصر، فقد أدى القصف الإسرائيلي المستمر والحصار المشدد إلى خروج معظم المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، مما زاد من معاناة الجرحى والمرضى الذين تُركوا دون علاج.

وبحسب منظمات إنسانية، فإن المدارس لم تسلم من القصف، بما في ذلك تلك التابعة للأونروا، والتي كانت تؤوي آلاف النازحين، وتحولت بفعل الاستهداف العسكري إلى مواقع دمار ومقابر جماعية.

تدمير 60% من غزة

وتشير التقديرات الأممية والصحافية إلى أن الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن تدمير أكثر من 60% من البنية التحتية في قطاع غزة.

ووفقاً لتقييم مشترك صادر عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، فإن تكلفة إعادة الإعمار والتعافي ستتجاوز 53.2 مليار دولار، موزعة على عشر سنوات، منها نحو 20 مليار دولار مطلوبة خلال السنوات الثلاث الأولى فقط.

وأكد التقرير أن العملية لن تقتصر على البناء، بل تشمل إزالة ملايين الأطنان من الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، مما يعقد مهمة إعادة الإعمار، ويجعل من التعافي الكامل هدفًا بعيد المدى يتطلب موارد دولية ضخمة والتزامًا طويل الأمد.

العربية