ميليشيا أبو الشباب.. سلاح إسرائيلي في وجه حماس والجيش المصري

ياسر أبو شباب
ياسر أبو شباب

 

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بمعلومات جديدة تتعلق بميليشيا "أبو شباب"، التي تسعى حكومة إسرائيل إلى تقديمها كبديل لحركة "حماس" في قطاع غزة.

تاريخ إجرامي وعلاقات مشبوهة

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة العبرية، فإن زعيم هذه الميليشيا، ياسر أبو شباب، هو تاجر مخدرات سابق، أطلق رجاله صواريخ باتجاه إسرائيل قبل أعوام، كما شارك إلى جانب تنظيم داعش في سيناء ضد الجيش المصري، وسجل عليه نهب مساعدات إنسانية كانت مخصصة لسكان غزة، وقد نجا من محاولة اغتيال جرت في خان يونس جنوب القطاع.

تسليح بإشراف إسرائيلي

وأشارت "يديعوت أحرونوت"، إلى أن الحكومة الإسرائيلية قامت بتسليح هذه الميليشيا الفلسطينية التي تنشط ضد حركة حماس في جنوب غزة، بقيادة أبو شباب المقيم في مدينة رفح، موضحة أن الكشف عن هذه الخطوة أزاح الستار عن تفاصيل مثيرة للقلق تتعلق بتاريخ الأعضاء المشاركين فيها، وعلاقاتهم مع جماعات متطرفة.

من المخدرات إلى السلاح

وبحسب الصحيفة العبرية، فأن أبو شباب هو شاب ثلاثيني من عائلة بدوية فقيرة شرق رفح، أسس ما يعرف بـ"القوات الشعبية"، وتشير المعلومات إلى أنه ترك الدراسة مبكراً وانخرط في تجارة الحشيش والحبوب المهلوسة، قبل أن ينتقل للعمل في "تأمين شاحنات المساعدات الإنسانية"، التي استغلها للنهب والتجارة، ومن ثم تسليح ميليشياته بأوامر من القيادة الإسرائيلية.

كما أكدت الشهادات التي نقلها موقع Ynet التابع للصحيفة، أن أبو الشباب دم "خدمات أمنية" لشاحنات الصليب الأحمر، والأونروا، والأمم المتحدة، لكنه في الواقع كان يبيع البضائع التي يحصل عليها، وورد اسمه في مذكرة داخلية للأمم المتحدة بوصفه مسؤولاً مباشراً عن عمليات نهب واسعة للمساعدات الإنسانية المرسلة لغزة.

والجدير بالإشارة أن جماعة أبو شباب حالياً نحو 300 مسلح، بعضهم من المفرج عنهم من سجون حماس، ويحظى بدعم قرابة 30 عائلة من شرق رفح، وتتمتع هذه العائلات بحماية نسبية نتيجة الوجود الإسرائيلي في المنطقة، ما يجنبها الغارات الجوية ويحميها من هجمات حماس.

تقاطع المصالح مع داعش

وعلى الرغم من أن هذه الميليشيا تقدم كجهة معادية لحماس، إلا أن أعضاءها شاركوا في إطلاق صواريخ على إسرائيل، ويحافظ بعضهم على اتصال بعناصر تنظيم داعش، ومن أبرز هؤلاء عصام نباهين، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي قاتل سابقاً مع داعش في سيناء، وعاد إلى غزة قبيل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، ليشارك في إطلاق صواريخ على إسرائيل دون تنسيق مع حماس.

كما يضم التشكيل المسلح غسان الدهيني، شقيق عنصر داعش المعروف وليد الدهيني الذي قتل على يد حماس. 

وتجدر الإشارة إلى أن غسان كان من المتورطين في عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، ويعمل حالياً ضمن ميليشيا أبو الشباب رغم انتمائه المعلن لحركة فتح.

وفي نوفمبر 2024، تعرض أبو شباب لمحاولة اغتيال داخل المستشفى الأوروبي في خان يونس، أسفرت عن مقتل اثنين من رفاقه، شقيقيه فتحي أبو الشباب وماجد أبو دكر، على يد عناصر من حماس، إلا أنه تمكن من النجاة.

والجدير بالذكر أن أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، قد كشف الأسبوع الماضي عن دعم إسرائيل وتسليحها لميليشيا أبو الشباب، وبعد النشر، اضطر الرقيب العسكري للسماح بتداول بعض تفاصيل القضية، فيما علق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحقاً قائلاً: "ما العيب في ذلك؟ إنه أمر جيد، هذه الخطوة تنقذ أرواح جنودنا".

يديعوت أحرونوت