حذر الناطق باسم حركة فتح في قطاع غزة، منذر الحايك، من خطورة التدهور الأمني الحاصل في القطاع في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على أجزاء واسعة منه، مشيراً إلى أن الوضع الميداني يشهد فراغاً أمنياً حاداً وانفلاتاً غير مسبوق، تقف حركة حماس عاجزة عن ضبطه، خاصة في ظل الوجود العسكري الإسرائيلي المكثف.
تفكيك البنية الأمنية
وفي حديث خاص إلى راديو "علم"، قال الحايك إن الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تفكيك البنية الأمنية داخل غزة، مؤكداً أن ما يجري على الأرض الآن هو نتيجة مباشرة لاجتياح الاحتلال، خاصة في المناطق الحيوية كمدينة رفح، التي وصف احتلالها بأنه "يشكل معضلة خطيرة" لأنها تمثل المنفذ الوحيد المتبقي لقطاع غزة نحو مصر والعالم الخارجي.
اقرأ أيضًا:
- نائب أبو شباب يتوعد حماس ويحلم بتحقيق هذا الهدف في رفح
- مقترح جديد يصل حماس.. بوادر انفراجة في مسار التهدئة ونتنياهو يعلق
وأوضح الحايك، أن الفراغ الأمني تفاقم بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى محيط مستشفى الشفاء، ما أدى إلى انهيار جهود لجان الحماية الشعبية التي عملت حركة فتح على تشكيلها منذ ديسمبر 2023 بهدف حماية الممتلكات والمواطنين، وأضاف: "كنا نحاول إيجاد حلول ذات طابع شعبي ومجتمعي لضبط الأمن، ولكن الاحتلال أجهض هذه المبادرات".
السطو والنهب
وكشف الحايك أن هناك مجموعات مسلحة وعصابات خارجة عن القانون تمارس السطو والنهب في مناطق مختلفة من القطاع، مع التركيز بشكل خاص على شاحنات المساعدات الإنسانية، وخاصة تلك التي تحمل الدقيق، مشيراً إلى أن غياب السلطة الأمنية سمح لهذه المجموعات بالتغلغل ومراكمة النفوذ.
وفيما يتعلق بالاتهامات التي طالت السلطة الفلسطينية بشأن علاقتها بجماعة "أبو شباب" المسلحة التي تنشط في رفح، شدد الحايك على أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمتحدثين باسمها نفوا بشكل قاطع وجود أي علاقة رسمية أو غير رسمية بهذه المجموعة، واصفاً هذه المزاعم بأنها محاولة مكشوفة للتشويش وخلط الأوراق.
وتابع الحايك قائلاً: "حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يخفي دعمه الصريح لهذه الجماعات المسلحة، وهو نفسه صرح بأنه يقف خلفها، فهل هناك دليل أوضح من ذلك؟".
وختم الحايك تصريحه بالتأكيد على أن حركة فتح تسعى إلى استعادة الأمن والنظام عبر حلول فلسطينية وطنية، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي الذي تترتب عليه كل هذه الفوضى والانهيارات الأمنية في غزة.