في تطور لافت يعكس تصاعد الانقسام الداخلي في قطاع غزة، أعلن غسان الدهيني، نائب ياسر أبو شباب قائد ما يعرف بـ"القوات الشعبية" في مدينة رفح جنوب القطاع، عن نية مجموعته ملاحقة عناصر حركة حماس، والتوجه نحو تشكيل حكومة محلية في مناطق شمال رفح، وذلك في تصريحات مثيرة أدلى بها لقناة i24NEWS العبرية.
وأكد الدهيني في حديثه أن قواته بدأت بالفعل تنفيذ عمليات ضد حماس خلال الأيام الأخيرة، واصفًا تلك الأنشطة بأنها جزء من رؤية شاملة لـ"تأمين السكان واستعادة النظام"، على حد تعبيره، كما شدد على أن ملاحقة عناصر حماس، هو أولوية للقوات التي يقودها.
اقرأ أيضًا:
- ميليشيا أبو الشباب.. سلاح إسرائيلي في وجه حماس والجيش المصري
- إسرائيل تدعم ميليشيا وتقصف عناصر من حماس لحمايتها جنوب غزة
عمليات ميدانية ومواجهات دامية
وكشف نائب قائد القوات الشعبية عن أول هجوم شنته مجموعة تابعة لهم ضد عناصر من "الشرطة الخاصة" التابعة لحماس، مشيرًا إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى في صفوف حماس.
وأضاف الدهيني: "لقد استخدمنا قذائف RPG ضد مواقعهم، وسنواصل استهدافهم دون تراجع، هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية سكان غزة".
وتابع موضحًا أن المرحلة التالية ستكون إعلان حكومة محلية تعمل شمال رفح، في خطوة تظهر مسعى واضحًا لتقويض سلطة حماس على الأرض.
التنسيق مع السلطة الفلسطينية
ويذكر أن ياسر أبو شباب، القائد العام للقوات الشعبية، كان قد ظهر مؤخرًا في تسجيل مصور، أعلن فيه أن قواته تسيطر على مناطق تحررت من سلطة حماس على حد وصفه.
وأشار أبو شباب إلى وجود تنسيق مباشر مع السلطة الفلسطينية بشأن توزيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، مشددًا على أن تواجدهم في مناطق تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي ليس خيارًا، بل واقع فرضته الظروف الميدانية.
وفي لهجة لافتة، اعتبر غسان الدهيني الرئيس السوري أحمد الشرع "قدوة" له ولقواته في مسعاهم للسيطرة على غزة، مشددًا مرة أخرى على أهمية حماية ممتلكات المدنيين وضمان أمنهم من خلال القضاء على المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون"، في إشارة مباشرة لحماس.
تحولات داخلية
تأتي هذه التصريحات في وقت بالغ الحساسية، حيث يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار الحرب، وتفاقم الانقسام السياسي بين الأطراف الفلسطينية.
وبالرغم من أن تأثير "القوات الشعبية" ما زال محدودًا جغرافيًا، إلا أن خطاباتهم ومواقفهم تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقطاب الداخلي الذي قد يغير طبيعة الصراع في غزة، ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل بين الفصائل داخل البيت الفلسطيني نفسه.