تصعيد خطير.. تل أبيب تعترف بعجز دفاعاتها وطهران تضع شرطًا لإنهاء الحرب

الحرب الإسرائيلية الإيرانية
الحرب الإسرائيلية الإيرانية

في مشهد يعكس حجم التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، اعترفت الحكومة الإسرائيلية رسميًا بعجزها عن التصدي الكامل للصواريخ الإيرانية، في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات المتبادلة بين الطرفين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير واسع في عدد من المناطق داخل إسرائيل، بينما أعلنت إيران أن صواريخها تأتي في إطار "الدفاع المشروع" ضد العدوان الإسرائيلي.

عجز إسرائيلي واضح

في تصريح لافت يعكس عمق الأزمة الدفاعية التي تعاني منها تل أبيب، قال سكرتير الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن إسرائيل لا تملك القدرة الكافية لاعتراض جميع الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران، مشيرًا إلى أن الهجوم هو الوسيلة الأفضل للدفاع.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي بوضوح: "لا يوجد لدينا صاروخ اعتراض مقابل كل صاروخ باليستي إيراني، تكلفة الاعتراض باهظة، وأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".

ويمثل هذا التصريح اعترافًا غير مباشر بفشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للموجة الهائلة من الصواريخ الإيرانية التي ضربت العمق الإسرائيلي، وهو ما أثار مخاوف كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية من قدرة طهران على إحداث شلل جزئي أو كامل في البنية التحتية الإسرائيلية حال اتساع نطاق المواجهة.

ارتفاع عدد القتلى والمفقودين

بالتوازي مع هذه التصريحات، أعلنت الشرطة الإسرائيلية يوم الأحد أن حصيلة القتلى جراء الهجوم الإيراني الصاروخي ليل السبت ارتفعت إلى 13 قتيلاً، بعد انتشال جثث إضافية من تحت أنقاض مبنى دمره القصف في منطقة وسط البلاد.

وقال قائد شرطة منطقة أيالون دانيال حداد، خلال مؤتمر صحفي من مدينة بيت يام التي استهدفتها الصواريخ: "قتل 6 أشخاص وأصيب 180 آخرون، بينما لا يزال 7 أشخاص على الأقل في عداد المفقودين، ويرجح أنهم لا يزالون تحت الأنقاض".

كما أكدت السلطات مقتل أربعة أشخاص آخرين في موقع آخر في شمال إسرائيل، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 13 قتيلاً، في وقت تواصل فيه فرق الإنقاذ البحث عن ناجين بين الركام بمساعدة الكلاب البوليسية والمصابيح اليدوية.

إيران تبرر القصف

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي، أن الهجوم الصاروخي الإيراني يأتي كرد مشروع على العدوان الإسرائيلي المستمر منذ الجمعة.

وقال عراقجي خلال لقائه بعدد من السفراء والدبلوماسيين الأجانب: "نحن ندافع عن أنفسنا، وهذا الدفاع مشروع تمامًا، إنه رد على عدوان مباشر، وإذا توقف العدوان الإسرائيلي، سيتوقف ردنا بكل تأكيد".

وأضاف عراقجي أن بلاده ليست في موقع المبادِر بالتصعيد، بل إنها ترد على ما وصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي الإيرانية ومواقعها الحيوية".

وفي تطور موازي، وجه وزير الخارجية الإيراني انتقادًا شديدًا لمجلس الأمن الدولي، متهماً إياه بـ"اللامبالاة تجاه العدوان الإسرائيلي"، قائلاً إن الردود الدولية ركزت على إدانة إيران بدلاً من معاقبة الطرف الذي بدأ الهجوم.

وأشار عراقجي إلى أن الهجمات الإسرائيلية تقابل بـ"صمت دولي"، بينما تتعرض إيران لضغوط سياسية ودبلوماسية من الغرب رغم أنها الطرف الذي يتعرض للاعتداء، بحسب تعبيره.

وفي هذا السياق، أعلن العراقجي أن المفاوضات النووية التي كانت مقررة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان قد انهارت تمامًا نتيجة الغارات الإسرائيلية الأخيرة، ما يعني تجميد مسار دبلوماسي كان ينظر إليه كفرصة أخيرة لتخفيف التوتر بين واشنطن وطهران.

سكاي نيوز